رمضان جريدي العنزي
(محمد حسنين هيكل) أعترف بأنني عجزت أن أتوصل إلى تحديد نوع رسالتك الإعلامية وهدفها وتوجهها، ونوع تفكيرك وغايتك ومرادك وتطلعك ومبتغاك، فالرمادية الداكنة التي تحف شخصك ومزاجك ورؤيتك، وشهوة الشهرة وحب المال والدوافع الشخصية، هي التي تسيجك بسياج حديدي وتكبلك بأقفال عالية الجودة، لا تستطيع الفكاك منها، لم أعد أميزك..
هل أنت كوميدي أم تراجيدي أم اتخذت بين ذلك سبيلا؟، فالبعض غيري أصر على اعتبارك كوميديًا من النوع الثقيل الطينة، فيما عدك آخرون تراجيديًا يصيب مشاهديه وسامعيه وقارئيه بأمراض الكآبة والشرود والهموم، ولأنني متأكَّد من أنك لن تستقر على حال أو مآل كما هي عادتك، فلن تترك أسلوبك وثعلبتك وحرباوتك وعقربتك وتبديل جلدك ولغتك وأسلوبك كلما اقتضت حاجتك وفرغ جيبك وقرب إفلاسك ووهن دخلك وشاب مفرقك وقربت خطوة نحو قبرك الذي هو مآلك الأخير! يضحكني جدًا أنك تحاول أن تجعل نفسك جزءًا من الأحداث على طريقة بعض المسلسلات التي ترفع شعار «ما يحدث في الدراما يمثل الواقع بحذافيره»! ولهذا نراك تريد أن تكون بطلاً شهيرًا يخرج كل يوم إلى الناس ليذكرهم ألا خيار أمامهم سوى التسمر أمام شاشات التلفزيون لمتابعته مقاطعه الكوميدية الهزيلة، أو قراءة مقالاته التي يعلوها الصفار المقيت والرماد المخيف، وفق حوار وكلام فج لا يخلو من حقد دفين مقيت وجحود يشبه جحود الضبعة لأم عامر، طبعًا مع إصرارك على الكذب والبهتان والزيف والتزوير، ولأنك تعتقد أن لديك مشاهدين ومستمعين ومتابعين، فأنت تتحفنا بين الحين والآخر بمشهد درامي مثير وفق لغة ركيكة ورسالة ليست بالغة وهدف غير مضمون.
ففي الأمس خرجت علينا بهيكل جديد ولغة جديدة وتوجه جديد وحلة جديدة بالتمام والكمال، تاليًا علينا كلامًا غير مفهوم وليس به مضمون وعليه شديد غبار!، موجهًا على بلدنا التهم ومكيلاً علينا المفردات المبطنة والعبارات المرمزة، لقد أنكشف ستارك، وبانت خفاياك وعيوبك وتقيتك أكثر من ذي قبل، وأنت الذي كنا نضع عليك ألف علامة استفهام منذ أمد طويل، لقد أججت المشاعر، ونبشت القبور، وأحيت الموتى، وأيقظت الفتنة، وهو الأمر الذي لن نسكت عليه أو نتجاهله مرة أخرى، طبعًا من يسمع أو يقرأ تصريحك أو تعليقك أو تغريدك يحتاج لقدرة هائلة على تمالك أعصابه قبل أن يموت من الضحك، فأنت ومنذ أمد عدة تعترض طريقنا وحياتنا وقادتنا ومستقبلنا بشكل بغيض وبعيدًا عن النقد الهادف البناء، لقد صمتنا عليك وأمثالك طويلاً، لكننا ومنذ الآن سنحاصركم في كل مكان توجدون فيه، وأن السعوديين كلهم سيهبون واقفين على أقدامهم متخذين قرارًا تاريخيًا بعدم فسح المجال للمغرضين المخربين الحاقدين أمثالكم، ولن يبقوا صامتين بعد الآن، في الوقت الذي يواجهون فيه أكبر هجمة إعلامية عدائية في التاريخ الحديث تستهدف كيانهم ووجودهم ومستقبلهم وأطفالهم وأمتهم وتاريخهم النبيل، وخصوصًا من الذين أرضعناهم حليبًا مدرارًا، وأمددناهم بموائد الخير الكبيرة حتى شبعوا، ثم شبوا عن الطوق، نهقوا ونبحوا، ونحوا طريق العداوة ضدنا بشكل هيستيري غاية في الجنون، ترى ما الذي ستقوله يا حسنين هيكل بعد أن اكتشفنا حقيقتك وسوداوية مقصدك، هل ستخبرنا بأنك كنت جزءًا من عبثيين تصدروا المشهد العبثي طويلاً وحاولوا أن يخطفوا من السعوديين حلمهم ومستقبلهم ووحدتهم واتحادهم وتلاحمهم وتعاضدهم؟ هل ستقول لنا وثلة من العبثيين معك كيف مارستوا أقسى أنواع التحريض علينا كسعوديين حين أصررتم على الكذب والعبث والفجور والطغيان؟ ولم تفلحوا، هل ستخبرنا بأنك شريك في مجموعة تضحك على الناس بشعارات مضللة ونظريات واهية وشعارات زائفة؟ هل ستخبرنا بأنك مثل معظم العبثيين يعاني من مرض الانفصال عن الواقع والحقيقة؟ ثم هل تعد كلامك تكليفًا فرضياَ وعلينا كسعوديين جميعًا أن نؤمن بك وبأفكارك وأطروحاتك ومشروعاتك؟، إنني أعلم سلفًا أنك مثل بقية الجوقة العبثية لا تعترف بالفشل ولا تعتذر عن الخطأ؟ لكنني دعني أسألك سؤالاً بريئًا، كم ربحت من تقلبك وتلونك وتبدلك؟
في الأخير تأكَّد أن ما جرى منك مجرد كوميديا لكنها غير لطيفة وتراجيديا غير لطيفة لكنها بغيضة؟ أما نحن السعوديين فتأكَّد بأننا سوف نضحك عليك بلا حد ولا عد ولا سقف، حينما يرمونك في الخلاء عاريًا من اتخذوك ألعوبة طرية في مسارح سيركهم الضيق الغبي.