رمضان جريدي العنزي
أعداؤنا الكثر يتحركون ضمن منظومة العدوان الغاشم، يؤلفون القصص الكاذبة، يجيدون رسم الذرائع المفبركة، لهم أهداف وغايات وتطلعات دنيئة يعملون من أجلها، اشتروا لبلوغ أهدافهم الشريرة ذمم وأقلام وكيانات وهيئات ومنظمات ومؤسسات مدنية وإعلامية وثقافية، ليس لأجل
الرقي والتقدم وبهاء الحياة، بل لأجل ظاهرة الإرهاب ومحاولة نشر رائحة الدم والبارود والدمار والخراب، أعداؤنا بك أطيافهم وألوانهم وأدواتهم يسعون لاختلاق وقائع كاذبة لأحداث باهتة واتهامات مزيفة، يكررونها عبر مفردات سياسية وإعلامية بلهاء، امتطوا حصان التلفيق والردح المجاني، هؤلاء الأعداء يحاولون أن ينصبوا أنفسهم علينا علماء مغناطيسيين، وخبراء ذرة، ومتنبيء فلك، وفاهمين بسر مثلث برمودا، وأساتذة في علم النجوم والشهب والمجرات والسفن الفضائية والدين والمبادئ والأخلاق، لقد أطلقوا العنان لهلوساتهم الماجنة، وحلقوا بأكاذيبهم بعيدًا حيث لا عين يمكن أن ترى ما تراه عيونهم العوراء، ولا آذان تسمع سوى آذانهم الموصدة عن الحق والحقيقة بجدار أسمنتي حينًا، وفولاذي أحيانًا أخرى، أن تمادي أعداؤنا في الكذب علينا، وتزوير الحقائق ضدنا، يؤكد أن الكذب والتلفيق هو منهج ثابت لسماسرة الدم وتجار الحروب، فمن يقتات على دماء الناس لا يستطيع التخلي عن الكذب والتزوير من أجل القتل وارتكاب المجازر، لكن مهما طال ليل هؤلاء الأعداء والظلم والحيف والازدواجية والانتقائيَّة والتزوير والتزييف للحقائق والمعطيات، فإن الفجر آتٍ ليمسح آثار هؤلاء الأعداء أيًا كانوا وكيفما كانوا وبأي صفة وشكل كانوا، أن محاولة الأعداء المستميتة في نشر الفوضى والدسائس والإرهاب بأرضنا ومحاولة التقسيم والإخلال بالأمن وإيجاد المآسي ينم عن ضحالة فكرية وموبقات عقلية ومخططات توحشية، إن الخطابات العدائية ضدنا الممهورة بكثير من المبالغة والتهويل والتخويف والنفاق إلى حد الصعق يظهر لنا مدى الصفاقة والإجرام في الطرح والتنظير، إن العقل الهوليوودي الذي يعيشه الأعداء ويركضون في صلبه وفي دائرته يعد جزءًا من سيناريوهاتهم الصدئة ومسرحياتهم الضبابية بكل فصولها وطرق إخراجها، المفارقة ليست في معطيات تنسيقهم وآلياتهم وأدوارهم المعطاة لهم، بقدر ما هي في كرات النار الجهنمية التي يتقاذفون بها، هم طفيليات يعيشون على حساب الآخرين، لذا نراهم يقتاتون على بقايا ما يتركه لهم الآخرون، إن قدر السعودية أن تصطبغ بلون الصبر ومكونات الحكمة وبعد النظرة ويقين التمهل وحزم القرار وهي مكونات وجودها الأساسية، أن للسعودية لغتها الخاصة، ومفرداتها المميزة، وبلاغتها وفصاحتها التي لا يدانيها أحد، هذه العناوين هي حضور السعودية ووجودها ونبضها واختلاجاتها وتموجها في كل الميادين، وهي التتتحكم بتوقيتها وشكلها وماهيتها وزمانها ومكانها لأنها صاحبة الأرض والتاريخ والتراث والمستقبل، وهي القادرة على أن تعيد ضبط الإيقاعات النشاز وتقوض الأحلام والطموحات الغارقة في سباتها وسرياليتها التي يبني عليها الأعداء آمالهم وأمانيهم الرمادية البغيضة، إن الصخب الدائم الذي يضج به أعداؤنا ضدنا ينم عن تحولات كبرى في أرض الواقع التي تمارسه السعودية بشكل عقلاني وواقعي وديناميكية رزينة وفق بعد ديني وأخلاقي إِنساني، إن السعودية ستبقى الطرف الأقوى والأصعب في المعادلات العالمية كلها، والمتغيرات التي تحاول العصف بنا من كل اتجاه، سعيًا لزعزعتنا، وتقويض حواملنا ودعائمنا وركائزنا وقواعدنا التي نرتكز عليها بدءًا من الوعي والتلاحم الشعبي والصمود والمواجهة، التي تشكل السند القوي والقاعدة الصلبة التي تواجه بها السعودية كل العواصف العاتية مهما اشتدت رياحها واستعرت سمومها، إن السعودية بقيت وتبقى مخلدة في الذاكرة الإنسانية والحضارية تنبض بالبطولة والكرامة ونقاء التلاحم الاجتماعي ليمجد التاريخ انتصاراتها على الإرهاب وصنوف الأعداء وتشكيلاتهم كلها بأحرف من نور وسينتهي الإرهاب ويندحر الأعداء كلهم كما انتهى دور ووجود أسلافهم وأشباههم ومقلديهم إلى السقوط المدوي المريع.