ميسون أبو بكر
كان بودنا أن يكون هذا العالم آمِناً من المتربصين بأمنه واستقراره، سليماً معافى من أسلحتهم النوويّة، وفسادهم في الأرض وحيلهم ومخططاتهم الإرهابية، كان بودنا أن يكون عالمَاً يسوده الحوار الذي دعت إليه الأديان السماوية بين أتباعها وبين الثقافات المختلفة التي شاركت في تكوين حضارة إنسانية عالمية.
لكن العكس لمسناه تماماً، وعلى الأخص من تلك الدول التي ادّعت الديمقراطية ودافعت عنها، وطالبت بتطبيق حقوق الإنسان ومحاربة الأسلحة النووية، فكانت أول من تخلت عن كل هذه القيم والشرائع والمعاهدات الدولية، بل تعدتها أن تحالفت مع الشيطان الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، حيث حوَّلت إيران من عدو صريح إلى شريك، كما أشارت لذلك صحيفة التلجراف.
ولأن قضيتنا عادلة.. ومعركتنا حتمية.. وهي الرد الذي وجّهناه للثعبان المتربص بعالمنا العربي وقوميتنا العربية، فكان حزم سلمان بن عبد العزيز كالعاصفة زلزلت أذناب إيران في المنطقة، وقد جاء نصر الله لجنده في عدن التي تنفست النصر، وانتفض أهلها مع قوات التحالف بقيادة المملكة يُوجهون صفعة مؤلمة للحوثي وأتباع صالح ومن وراءهم.
ضربَ جند هذا الوطن ورجاله أروع مثل في الشجاعة والصبر والإقدام وطاعة ولي الأمر، فهم كالأسود في ساحة الوغى، لم يخشوا الموت، وضعوا أمام أعينهم الله الأحد، ثم سلمان والوطن.
لبوا نداء الواجب.. وكانوا أبطالاً جوًّا وبحراً وبرًّا، وقد استشهد منهم من استشهد فخضَّبت دماؤهم الزكية أرض وطنهم، وضمّهم الثرى نجوماً لم تأفل.
سيدي الجندي.. أيها النبيل الذي تخوض غمار المعارك في الجنوب دفاعاً عن وطنك وتلبية لنداء مليكك وإغاثة لجارك الذي استغاث وقت أطبقَ الحوثي والخائن قبضته على روحه وأرضه وعرضه، أيها البطل الشجاع الذي هرعت إلى أرض المعركة ملبِّياً نداء الحق، تاركاً وراءك الحياة بملذاتها وما فيها، وخلفت أطفالاً لك في حضن غيابك، وأباً مكلوماً وأُماً ثكلى، إن لك المجد والدعاء والظفر - بإذن الله -، فأنت ثروة هذا البلد ومجدها، وأنت نصرها وكبرياؤها وخلودها، بك نفاخر ولَك نهتف وندعو.
كلما عانقت طائرتك السماء فتذكر أننا نراك مع شمسها، وكلما أَزِفَ الغروب فإنك تسبقه لمعانقة ثرى وطنك، تشمله بدفئك وتصدقه بعهدك ووفائك.
أيها الابن والحفيد، أيها الأب الذي لا تستكين في داخله مشاعر الأبوة والحنين، أيها الزوج والرفيق والصديق وابن العم والخال.. يا ابن هذه الأرض، يا من صدقتها فأقسمت وعاهدت فأوفيت، لك المجد ولَك النصر.
قلوبنا معلّقة وألسنتنا تلهج بالدعاء لك، وأرواحنا تهفو إليك فامضِ يا أسد الجزيرة ومن معك من فرسانها الأشاوس من الخليج العربي والدول الشقيقة، امضِ والنصر المبين بشارتك، وما تركت فهو في عهدة الله ووداعته حتى ترجع، وبإذن الله تظفر بإحدى الحسنيين؛ النصر أو الشهادة.
إن هذا البلد عصي على الهزيمة.. شامخ مُحلِّق راسخ ذكره، آمنة أرضه وأهله، وسيبقى ما بقيت الحياة.
حماك الله مملكتنا الحبيبة، فقد حملك بنوك على أكف القلب وقدّموا الأرواح فداك، وليحمي الله أوطان المسلمين ويرد كيد المعتدي الذي يعيث في الأرض فساداً، إنه هو السميع البصير مجيب الدعاء.