رمضان جريدي العنزي
الإعلام المعادي المضلل يحاصرنا من كل زاوية وركن واتجاه ومرتفع، بثعالبه ودببه وضباعه وثعابينه وعقاربه وخفافيشه وغربانه السود، يمارس علينا بقوة متناهية عمليات العبث والكذب والغيبة والإفك والنميمة، لكن علينا كمواطنين كافة كل وفق موقعه دوره ومسؤوليته أن نحمي وبقدر عاليًا وكبيرًا وطننا ومجتمعنا من هذا التضليل والعبث والبهت،
على المواطن أن يدرك بنفسه وبيقين تام بأنه مستهدف أيضًا من التشويه الإعلامي للحقيقة، وأن يتخذ جانب الدقة والتأني والحذر، أن أصحاب الأكاذيب الإعلامية بائعوها ناقلوها ناشروها ومروجوها يمارسون علينا أقصى درجات الخبث والفجور والدهاء والتلون، يثيرون المشاعر، يفرحون الأول، ويحزنون الثاني، ويخيفون الثالث، ويحرجون الرابع، ويشعرون الخامس بالانتصار، والسادس بالهزيمة، والسابع بالإحباط، وهكذا دواليك مستمرة، ونيران مستعرة، وأدخنة متطايرة، إنهم يمارسون على كيان المواطن النفسي وبوتيرة عالية إيقاعات التحريض والإزعاج والتخويف والتشكيك والحيرة ومصطلحات الضياع، مستندين إلى مفاهيم معينة وتصورات وقناعات غير صائبة وغير دقيقة، للوصول من خلالها إلى أهدافهم الشريرة، وتطلعاتهم الهدامة، وآمالهم الظلامية، وأعمالهم العبثية، ونواياهم الغادرة، إنهم يتربصون بنا كمواطنين كافة ويحاولون إرهابنا وتخويفنا بشتى الطرق والأساليب، وبمختلف الدروب والمناحي، إنهم يقفون في كل الجوانب الأخرى ضدنا وضد آمالنا وأحلامنا وتطلعاتنا ومشروعاتنا التنموية وأهدافنا النبيلة وغاياتنا المهذبة النبيلة، إنهم يمارسون علينا بعمق الكذب والتحريض والفساد والتآمر، ويحاولون أن يسببوا لنا كوارث نفسية ومادية كبيرة لا حصر لها، إنهم يبحثون بلا كلل ولا ملل عن نقاط ضعفنا، أو يخترعوا لنا نقاط ضعف، وإن لم ينجحوا في إيجاد خلل أو ضعف، فإن جهازهم النفسي والعقلي والعصبي سيتكفل بذلك من خلال عملية تضليل سريعة على غير العادة، أن على المواطن الحاذق أن ينتبه جيدًا لأثر هذا التضليل اللحظوي المجاني، ويقف ضده، لحماية الذات والمجتمع والوطن، إن مروجي التضليل يحاولون أن يفهمونا بأنهم على حق من خلال ابتداع القصص والروايات ونشر الإشاعات وتركيب الأفلام بالصوت أو بالصورة أو بهما معًا، يخلطون الأخبار الكاذبة ببعض الأخبار الصحيحة، ويمزجون ذلك بطريقة خبيثة لا يسهل على المواطن أن يميزها، إنهم ومن خلال إعلامهم المضلل يمارسون علينا مؤامرة متقنة ومقصودة ودنيئة، يرعونها عن قصد، ويديرونها بمهنية، والهدف منها ترسيخ ثقافة البلبلة والتشكيك، وزرع الحيرة والهوان، واستهلاك عقولنا، من خلال وضعها في دهاليز معتمة، وممرات ضيقة، وحجرات رديئة بلا ضوء ولا نوافذ مفتوحة، إنهم يستخدمون علينا التشكيك والتجهيل بشكل لم يسبق له مثيل، ومن خلال منابع إعلامية شتى، إن الصراع الإعلامي الباهت يتد علينا بضراوة، وبلا هوادة، وبتوحش فائق وبوسائل وأدوات صراع إعلامية مختلفة ومتنوعة ليس لها نقاء ولا بهاء ولا رونق، إن على المواطن أيًا كان دوره وموقعه ومكانته ألا يترك الساحة للمتآمرين الأعداء على الوحدة والكيان والوطن، يجب ألا نترك لهؤلاء الخفافيش وإعلامهم الخفي والبائن أي فرصة للعبث واللهو والازدراء والتخبط، إن على المواطن أن يعي ويدرك بحذق تام كل ما يقال ويتلى وينشر، فهذه بلدنا وأرضنا وأموالنا وحياتنا ومستقبل أطفالنا، إننا نمشي بحرية تامة، وأمن مطلق، وحياة كريمة ورخاء، وعزة وأنفة، لكنه يمارس علينا تضليلاً إعلاميًا يشبه الظلام الدامس، والمناخات المتقلبة، والتضاريس الصعبة، ومن واجبنا كمواطنين أن نفعل كل ما نستطيع، بل أكثر مما نستطيع، من أجل حماية أنفسنا وبلدنا وأهلنا وأرضنا ووحدتنا وترابطنا ومقدساتنا، لكي نعبر المرحلة الشائكة الخطرة بثقة وإيمان ويقين وبطولة لا تشبه كل البطولات.