رقية الهويريني
رغم أن الإسلام حذَّر من قتل الأبناء ونهى عنه بقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} إلا أن الباكستاني المسلم إرشاد أحمد لم يتورع عن قتل ثلاث من بناته (التوأم بعمر7 أعوام والصغرى 5 سنوات) بحجة عدم قدرته على إعالتهن، ولا يريد هدر المال على تعليمهن، بينما لم يقتل ابنه الذكر! حيث أرسله مع أمه لحضور حفل زفاف، وفي هذه الأثناء عمد لشنق بناته وفرَّ هارباً!
وبقلب يتقطَّع ألماً أفصحت الأم بأن زوجها كان يعتقد (أن بناته لا قيمة لهن، وأن العائلة سوف تموت جوعاً بسببهن)! رغم رفضه إعطاءهن المصروف وتكفّل جدهن بدفع جميع الرسوم المدرسية والكتب. ويظل يردد «لا أريد تضييع المال على تعليمهن، ابني الوحيد هو أملي في المستقبل، ويوماً ما ستختفي هذه المشاكل الثلاث»!
وقتل البنات عادة جاهلية حرَّمها الإسلام، وندَّد الله جلَّ وعلا بتصرفات الرجل حينما تنجب زوجته أنثى بقوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} وفيما عدّ الله ولادة الأنثى بشرى، والبشارة هي الأمر المفرح والخبر السار، فهي أنس لأهلها، تحبهم وترعاهم، وتنفق عليهم حينما تكون قادرة وتخدمهم وتدعو لأبويها بالخير؛ اعتبروها هم مصيبة تستحق القتل وحكموا عليها بالموت لذلك ذمّ الله تصرفهم بقوله {أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} لأنه جور وظلم عظيم قد اعتادوا عليه! والعجيب أن الله أسند سوء الفكر ورداءة التصرّف إلى ضمير الجماعة مع أن الكلام كان جارياً على فعل واحد غير معين، بمعنى أنه ظلم اجتماعي وليس فردياً، بما تعنيه النظرة الدونية الاجتماعية للمرأة حتى لو أعزتها أسرتها!
إن قضية إهانة المرأة ونسبة أي تصرف ينم عن ضعف أو مرذول لها، لهو أمر مزعج، فالعرب تقول: ناقص كالمرأة، ابكِ كالنساء! وغيرهما من العبارات الموروثة التي تنتقص منها لدرجة أن أحد الخطباء يحذِّر المصلين من إطلاق كلمة «سيدة» على المرأة، كونها أسيرة عند والدها وأخيها وزوجها وحتى ابنها ! فهل هذا هو خلق الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فأعز خديجة وشاورها وشاركته في دعوته، وأكرم عائشة حتى روت عنه الأحاديث الشريفة، وأعلى شأن فاطمة وصارت سيّدة نساء العالمين بانتسابها إلى سيّد البشر وخاتم النبيين؟! ثم يأتي رجل يدّعي الإسلام فيعمد لقتل بناته! ويقوم آخر بتعذيبها أو تعنيفها!
مالكم كيف تحكمون؟!