ناصر الصِرامي
أعود للكتابة مرة أخرى حول الجدل غير المفهوم بالنسبة لي،حول طلبات البعض بمحاصرة تويتر إن لم يكن منعه.. وفي معيته شبكات التواصل الاجتماعي الاكثر حضورا وتاثيرا. والحجة المقدمة أن هذه الشبكات هي مساحة حرة وخطرة تتيح الجذب والتجنيد للتظيم الارهابي داعش او غيره..!
والحقيقة أننى لا أفهم هذا الاتهام لوسيط أو خدمة محايدة لا صوت ولا نفس لها، فالانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ليست إلا مرآة كبيرة تعكس صورة المجتمع-أى مجتمع- بكل تعرجاته وتشوهاته وجماله، لتظهر من في نفسه مرض.كما تظهر المبدعين والمتفوقين.
الاستخدام الخاطىء، أو لنقل الاستغلال لأى وسيلة أو وسيط أمر وارد ، بل حدث من أيام انتشار أشرطة الكاسيت وتسريب المحاضرات لبث الفتنة والتحريض ضد الدولة، ونفس الامر طبق مع انتشار المطابع في طباعة وثائق وفتوى تكفيرية، ثم مع الفاكس لتوزيع المنشورات المعارضة والمحرضة..الخ..
لكن تلك الوسائل استمرت حتى بعد ان فقدت قيمتها و حضورها، لينتقل الخطاب التكفيري والمحرض والمتطرف الى استخدام وسائل أحدث، وهكذا تستمر المطاردة في تتابع لن يتوقف !
ولو حصل لهم بعض المساحة والموارد المالية والفنية فإن أصحاب هذا الفكر المتطرف والارهابي قد يتجهون الى انشاء قناة فضائية كما يفعلون في انتاجهم وتصويرهم الخاص، لكن هذه الامكانية متعذرة حتى الان لهم،مع وجود قنوات مذهبية متطرفة وطائفية تزرع الفتنة والتحريض تحت عناوين الرحمة والعدل، وكما فعلت المعارضة المحرضة ، هل يعنى ذلك أن نحجب الفضاء والبث والقنوات الفضائية..؟!
مرة أخرى، سيقول لك البعض لكن هذه غير - يقصد شبكات التواصل الاجتماعى- ، والحقيقة انها ليست غير، لكنها ادوات تواصل المرحلة، وقريبا سنشهد مولدا جديدا وثورة أخرى بكل حدود الخيال الواسعة للعقل البشري لمرحلة تالية، وهكذا.
الحجب.. او التحجيم ..لن يكون حلا أبداً..ولا يمكن أن يكون مقبولا في عالم اليوم، وبشكل أكبر في عالم الغد. بل هي طرفة اقتربت أن تندثر في العالم كله.
الحل دائما وابدا هو في الوعي الذاتي، رفعه عبر التعليم والثقافة والتجربة،وتطبيق القوانين الصارمة للحد من الظواهر المسيئة والمضرة والخطرة ، ثم الاهم تقديم مبادرات وعي ذكية للمشاركة المجتمعية في المواجهة.
مثل ما يفعل الان بالتحديد مغردون سعوديون من إطلاق حملة إلكترونية تحت هاشتاق #حملة - جيش - سبام - الدواعش، بهدف إقفال حسابات المستخدمين المنتمين أو المؤيدين لهذا التنظيم الإرهابي.
الحملة ببساطة هي عبارة عن إرسال تبليغ إلى إدارة تويتر للمستخدمين الذين يبثون أخبارا أو صورا أو مقاطع فيديو لتنظيم داعش،او يساندونها،عبر التوضيح للموقع أن هذا الحساب يرسل رسالة مزعجة، يلي ذلك الضغط على أيقونة الحظر، وبعد تزايد عدد المستخدمين الذين يرسلون هذه التقارير، يتم تعليق الحساب مؤقتاً وبعد ذلك إغلاقه.
حساب «فارس444» هو قائد هذه الحملة الإلكترونية، فهو من يقوم بنشر شروحات مصورة، عن كيفية إرسال تقارير التبليغ وكذلك الحظر، كما أنه شدد على أن التبليغ عن الحسابات الداعشية يكون من خلال إرسال رابط الحساب، وليس كتابته، وذلك حتى يسهل إغلاقه.
من خلال رصد «العربية.نت» لهاشتاق الحملة، تبين أن القائمين عليها استطاعوا إغلاق العشرات من الحسابات الداعشية، رغم أن الحملة في أول أيامها، كما أنهم توعدوا بمواصلة الحملة، ويسعون حالياً لضم أكبر عدد من المستخدمين للمشاركة في إغلاق هذه الحسابات الداعشية.
وأنت.. بإمكانك الآن المساهمة في اغلاق الفضاء في وجه كل داعشي.. دون أن تلعن تويتر..!