محمد الفوزان السابق: زيارة الملك سلمان للمدينة المنورة امتداد لعنايته بمسيرة التنمية ">
أكد رجل الأعمال الشيخ محمد العبدالله الفوزان السابق، رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة, أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - للمدينة المنورة تعكس اهتمامه - رعاه الله - بمدينة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ثاني الحرمين الشريفين, بالوقوف ميدانياً على مسيرة التنمية التي تشهدها طيبة الطيبة.
واعتبر الفوزان الملك سلمان قائداً منجزاً عطفاً على مسيرته الحافلة بمختلف المهام الجسيمة التي تولاها عبر مراحل مختلفة، مشدداً على أن هذه الزيارة التاريخية للمدينة المنورة تعكس اهتمام قيادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس على الالتقاء بأبنائهم أبناء الوطن تجسيداً لسياسة الباب المفتوح التي تُعد نهجاً نفتخر به في هذا الوطن المعطاء؛ إذ يتلمس الملك آمال وهموم المواطنين في صورة مشرقة تبرز حجم التلاحم الذي يجمع القيادة بالشعب.
واستعرض الفوزان في حديثه مراحل إنشاء شركة الفوزان عام 1960م، التي جاءت بعد دراسة لمستقبل المملكة واحتياجاتها من الإنشاءات العمرانية التي تتماشى مع روح العصر وتطوراته، وكذلك مستقبلها التجاري والصناعي. مبدياً اعتزازه وفخره بنجاحاتها المستمرة، ولاسيما في مجال إنشاء المجمعات الحكومية والمدن التعليمية والصحية الكبرى، التي نفذتها بمهنية عالية، وتحديات زمنية، أحدها أن حولت الشركة جبالاً صخرية شاهقة على أرض مساحتها أكثر من مليون ونصف المليون متر مربع إلى مجمع حكومي ضخم خلال مائة واثنين وخمسين يوماً؛ ما يعتبر إنجازاً عالمياً كبيراً إذا قارنا حجم المشروع مع وقت تنفيذه، وهو مشروع الدوائر الحكومية بمكة المكرمة. كما تسيّر الشركة خططها بفكر إداري مبتكر، واستراتيجيات مدروسة بدقة؛ ما جعل المشاريع الإنشائية التي نفذتها الفوزان أحد معالم النهضة العمرانية بالمملكة.
كما تعمل الشركة حالياً على إنشاء العديد من المشاريع الكبرى بالمملكة، أحدها مشروع دار الهجرة بالمدينة المنورة المملوك لصندوق الاستثمارات العامة على أرض مساحتها 1,6 مليون متر مربع جنوب غرب المسجد النبوي بثلاثة كيلومترات. ويعد هذا المشروع أحد أهم الظواهر الاستثمارية والتطويرية، إضافة إلى أنه أحد عوامل تنوع العائدات بالغد القريب للمملكة، كما يهدف لدعم المدينة المنورة كمقصد للزوار الذين يفدون إليها بعد تأدية فريضتي الحج والعمرة لزيارة المسجد النبوي والسلام على الرسول - صلى الله عليه وسلم -. كما سيُحدث هذا المشروع نقلة حضارية تطويرية للمدينة المنورة، وسيثمر مردوداً اجتماعياً حضارياً واقتصادياً للمملكة ولأبنائها.
ورحب الشيخ أحمد العبدالله الفوزان السابق، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة, بخادم الحرمين الشريفين بين أهله وأبنائه في المدينة المنورة مؤكداً أن هذه الزيارات التاريخية تمنح العلاقة والروابط بين الحاكم وشعبه بُعداً استراتيجياً, مشدداً على أنها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حرص الملك سلمان على الالتقاء بإخوانه وأبنائه والاطلاع عن قرب على مسيرة التنمية التي تشهدها المدينة المنورة، ولاسيما ما يتعلق بتوسعة الحرم النبوي الشريف. لافتاً إلى أن هذه الزيارات التاريخية تدفع بمسارات التنمية التي تنشدها القيادة لجميع مناطق المملكة.
وتحدث الفوزان عن الشركة قائلاً: منذ تأسيسها وضعت الشركة أهدافاً ريادية لتنفيذ المشاريع العملاقة، وبالفعل كان لها نصيب من ذلك؛ إذ تم اختيارها من بين العديد من الشركات للقيام بمهمة تنفيذ مشاريع إنشائية خدمية عملاقة تابعة لوزارات حكومية عدة، إضافة إلى جهات خاصة متعددة، وعلى إثر نجاحها في تنفيذ هذه المشاريع بكفاءة كبيرة ومصداقية تامة منُحت العديد من الجوائز وشهادات التقدير والأوسمة من تلك الجهات؛ ما ساهم في أن تعمل الشركة دوماً على التجديد في استراتيجية عملها لمواكبة التطور الكبير الذي يشهده العالم في المجال الإنشائي، هدفها أن تظل دوماً على قمة هرم الشركات العاملة في هذا المجال إقليمياً وعربياً.
فيما أشار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة، المهندس طارق بن محمد الفوزان السابق, إلى أن الشركة تنفذ حالياً إحدى أهم مراحل مشروع دار الهجرة الذي يعتبر أحد أهم المشاريع العملاقة في المدينة المنورة؛ إذ سيكون واجهة معمارية تعكس مدى التطور الذي تشهده المنطقة، خاصة في ظل تنفيذه وفق أحدث المواصفات العالمية التي روعي من خلالها الهوية المدينية.
وأضاف المهندس طارق الفوزان قائلاً: يتكون المشروع من مائة برج إداري وسكني، ويتميز كل برج بطابع عمراني معاصر على شكل هيكل ضخم يشكّل قطعة مفردة، مغطى بالزجاج، مع وجود عناصر تقليدية، مثل الأعمدة والألواح وحواجب الشمس وغيرها. ويتوسط المشروع مركز تجاري ضخم ومحطة للمترو لنقل نزلاء الفنادق من وإلى المسجد النبوي الشريف. كما يشمل محطة لنقل الأمتعة، تمكن الحاج والزائر من استلام أمتعته في بلده دون عناء. ويتضمن مستشفى بسعة أربعمائة سرير لخدمة النزلاء والمنطقة المجاورة، ويحتوي على الكثير من المراكز الخدمية بفكر حديث لتلبية جميع الاحتياجات.
ومضى المهندس الفوزان بقوله: وفقاً للأرقام يتسع المشروع لنحو 120,000 حاج، مع تأمين إقامة آمنة ومريحة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة من خلال 40,000 غرفة تقريباً في 76 فندقاً بدرجة أربعة نجوم و6 فنادق بدرجة خمسة نجوم مخصصة في المقام الأول لاستقبال الحجاج من مختلف الجنسيات. كما يضم مكاتب حكومية وإدارية ومراكز تجارية، تستوعب نحو 31,000 موظف.
فيما تؤمّن محطة المترو المركزية النقل لنحو 84,000 حاج في الساعة كحد أقصى من وإلى المسجد النبوي الشريف بواسطة سكة حديدية مرتفعة أعلى الشوارع والطرق، وكذلك محطة باصات عامة، إضافة إلى الباصات المحلية التي تقتصر خدماتها على حدود المشروع لتأمين نقل الحجاج من الفنادق التي يقيمون بها إلى محطات المترو والباصات، إضافة لمسجد كبير مطل على الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة المنورة، يتسع لـ 15,000 مُصلٍّ.
وأكد المهندس طارق الفوزان أن الشركة تمتاز - ولله الحمد - بحرص الإدارة التنفيذية ومتابعتها المستمرة لسير تنفيذ المشاريع وفقاً لأفضل المعايير والمواصفات العالمية، إضافة إلى تطلعات التجديد في التكنولوجيا الهندسية التي تلبي التطلعات؛ ما ميز الشركة عن مثيلاتها، حتى أصبحت محل ثقة للجهات الحكومية التي أوكلت لها مهمة تنفيذ مشاريعها الإنشائية، وذلك بناءً على قدراتها المالية واللوجستية، وفكرها الإداري المتطور، وكوادرها الهندسية المميزة.