د. عبدالعزيز الجار الله
نشعر بكثير من الأذى والحزن واللوم عندما يحدث تفجير بالمنطقة وتتناقل وكالات الانباء والمحطات ان منفذ العملية الانتحارية من الجنسية السعودية، بالمقابل تتباشر المنظمات الارهابية (القاعدة، داعش، جبهة النصرة) وغيرها أن منفذ العملية من مواليد السعودية وفي العشرينيات من عمره، كما حدث في تفجير يوم الجمعة الماضي في الكويت وقبله في القطيف والرياض والاحساء وينبع وجدة والعديد من مدن المملكة.
خلية الكويت كشفت عن مجموعة من الإرهابيين من جنسيات مختلفة قد تتشارك خلايا القاعدة وداعش في العملية الواحدة أكثر من خمس جنسيات، لكن المنفذ الذي يفجر نفسه سعودي وفي العشرينيات من العمر، يكون عادة من مواليد التسعينيات الميلادية أي أنهم من جيل ومواليد الغزو العراقي للكويت عاصروا في طفولتهم وبداية شبابهم أحداث غزو الكويت عام 1990م، تحرير الكويت عام 1991م، احداث 11سبتمبر 2001م, حرب أمريكا على أفغانستان 2001م، غزو أمريكا للعراق 2003م، التفجيرات التي تمت بالسعودية وتبنتها منظمة القاعدة الارهابية من عام 2003م وما بعدها, وتلى ذلك حرب اسرائيل على لبنان 2006م، ثم حرب اسرائيل على غزة 2008م، بعدها ثورات الربيع العربي من عام 2010م في: تونس، مصر، ليبيا، اليمن. وأخيراً حرب الشرعية في اليمن التحالف العربي ضد الجماعة الحوثية والرئيس المخلوع عام 2015م, واحتلال داعش لأقاليم سورية وعراقية عام 2015م.
نخلص إلى أن البلاد العربية وتحديدا الشرق العربي تعرض منذ عام 1990م وحتى الان عام 2015م إلى عشرات الحروب خلال (25) سنة هي أعمار من ينفذ العمليات الانتحارية:
حرب عربية عربية.
حروب إسرائيلية عربية.
حروب أمريكية عربية.
حروب منظمات إرهابية عربية.
الغرب هو المستفيد من هذه الحروب والتي أطلق عليها في خططه وفلسفاته وادبيات استراتيجياته أوصافاً ومسميات: الفوضى الخلاقة، الشرق الاوسط الكبير، الشرق الأوسط الجديد. لكن الخطر أكبر من فائدة الغرب، قد ينكسر حزام دول الشمال الافريقي وتنتقل المنظمات الإرهابية إلى أوروبا ثم تستفحل، لذا لابد من مساهمة الغرب لوقف هذه الحروب، ثم تجفف المنظمات الإرهابية داعش والقاعدة وحزب الله وإلا إذا دخلت الجماعات إلى الغرب فإنها سوف تستوطن وتحرق نار الارهاب أصابع الغرب كما احرقت جسد العرب، أيضا يجب العمل الشامل بلا توقف لحماية هذا الجيل من الشباب حتى لا يتحولوا إلى وقود وحطب للجماعات المتطرفة.