فهد بن جليد
عندما يجتمع (زحام رمضان) وتحويلات (مترو الرياض) فاجعل لسانك رطباً (بذكر الله)، ولا تدعو على (مقاول المشروع) فهو مُجتهد، ولكل مُجتهد (تحويلة)، فما بالك (بعشرات التحويلات) التي ظهرت من زود (الاجتهاد)؟!.
في الرياض فقط، لا تحاول أن تستعين بذاكرتك أثناء القيادة هذه الأيام، حتى (لا يفسد صومك)، سلم نفسك للوحات الإرشادية، وابتسم مُستمتعاً بصوت مذيعة الـ(FM) وهي تقول: باقي نصف ساعة على (فتور رمدان)، لا للسرعة، وتذكروا أن القيادة فن وذوق وبالعافية عليكم - اللهم إني صائم -!.
الحقيقة الرمضانية المؤلمة أن أي (اجتهاد) في التعامل مع التحويلات بقصد الوصول إلى وسط المدينة، ربما جعلك وجهاً لوجه مع (بوابة سجن الملز)!! لا حول ولا قوة إلا بالله - أنا بريء يا جدعان - عاوز (صحن فول) و (عجين سموسبة)، مش (جبنة وحلاوة)!.
عليك العودة لنقطة الصفر من جديد، وتحمل أمزجة السائقين، وتأثيرات (درجات الحررة) عليهم، مع استراق السمع للمذياع، لا يكون وقت (الفتور) دخل، رغم أنك ضابط (جوالك على الأذان)، إضافة لساعة السيارة، وساعة يدك، لكنك تنشغل - لا إرادياً - بجمع (الحروف الناقصة) من صوت (المذيعة)، فالتكسّر والتكلّف في إظهار الحروف من مخارجها لم يكن - يوماً ما - عملاً إذاعياً مُحترفاً، ولم تُعرف الإذاعيات السعوديات (بالتميّع بالحديث)، بل كان جمال الصوت ونبرته الحقيقية سر انجذاب الناس لهن ونجاحهن وقبولهن - كمُذيعات شهيرات - من زمن (مريم الغامدي) حتى وقت (مها سعود)..!.
في المغرب العربي قد ينطقون (التاكسي) بـ(الطاكسي) والدنيا حلوة وماشية، لأنها ثقافة المجتمع و(لغته الدارجة)، لكن ما يحدث لدينا شيء مُختلف، يعتقد (مُبتدعوه) أنه جاذب لأذن المستمع (الصائم العطشان) المحبوس في الزحمات، الذي يستحق لقب (بطل رالي) السبع لفات، للفوز (بصحن فول) في مغرب رمضان!. الذي بات إحضاره، (مُهمة) أصعب وأشق من دخول (قلعة تاكيشي) اليابانية، وتجاوز تحويلاتها في برنامج (الحصن) الشهير، اللهم إني صائم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.