جدة - صالح الخزمري:
واصل الإعلاميون التعبير عن حزنهم وذكر مآثر الراحل الكبير الإعلامي د. بدر كريم رحمه الله الذي وصفوا رحيله بالخسارة الفادحة حيث يعد من لبنات الإعلام في وطننا ويعد مرحلة مهمة لا يمكنم تجاوزها عند الحديث عن الإعلام في المملكة
- معالي وزير الثقافة والإعلام السابق د. عبد العزيز خوجة: عبر عن حزنه لرحيل القامة الإعلامية الكبيرة و قال بدر كريم رائد كبير في تاريخنا الإعلامي وصوت مميز لن ننساه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الجنة وألهم ذويه ومحبيه الصبر {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- الإعلامي المخضرم عدنان صعيدي: كتب تحت عنوان
- 41 عاما بين أول لقاء وفراق اليوم
حزن شديد ألم بي منذ صباح اليوم بسبب خبر وفاة أستاذنا ومعلمنا الدكتور بدر كريم، ففي التاسعة صباحا بتوقيت القاهرة، ورغم أني لم أنم إلا بعد الخامسة فجرا استيقظت فزعا مرددا (استغفر الله العظيم)، ولا أعلم ما الذي دعاني لفتح هاتفي الجوال وأنا مازلت على السرير فإذا بخبر وفاة الدكتور بدر كريم على كل وسائل التواصل الاجتماعي.
- بادرت بالاتصال بأخي ياسر كريم لتقديم التعزية له ثم أنهيت المكالمة وتركت لنفسي تسترجع الذكريات ولساني يلهج بالدعاء لأستاذنا ومعلمنا الدكتور بدر أحمد كريم أن يرحمه الله ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
- كان أول لقاء بالدكتور بدر يرحمه الله قبل 41 عاما في مكتبه بمبنى إذاعة جدة لأقدم له طلبي - المحال إليه من أستاذنا القدير عبد الله راجح - للتعاون مع الإذاعة مذيعا.
- منذ ذلك اليوم والدكتور بدر يرحمه الله لا يغيب عن ذاكرتي، فما دخلت يوما الإذاعة منذ التحاقي بها وحتى تقاعدي - وحتى اللحظة وإلى أن يشاء الله فأصير إلى ما صار إليه - إلا والدكتور بدر يتصدر ذاكرتي وإحساسي ومشاعري.
- قبل سبعة أيام على وجه التحديد التقيت وأستاذي الكريمين الكبيرين محمد عبد العزيز، وحمزة السقاف، وكان من الطبيعي أن نتحدث في الشأن الإعلامي والإذاعي على وجه الخصوص فكانت السيرة الطيبة للدكتور بدر كريم حاضرة بيننا، ومن غريب ما ذكره الأستاذ محمد عبد العزيز رواية عن فقيدنا الدكتور بدر أنه يرحمه عند زواجه بأم ياسر أدخلها البيت وهم بالخروج للذهاب للإذاعة، وعندما استغربت تصرفه قال لها: هذا بيتك.. والإذاعة بيتي.. ثم خرج وذهب للإذاعة.
العمل.. والعمل الإذاعي بشكل خاص استحوذ على كل حياة فقيدنا الدكتور بدر كريم لدرجة تأثرت علاقاته الاجتماعية بأقربائه ومعارفه حيث لا يمكنه اهتمامه بعمله من التواصل معهم في مناسباتهم، أقول أقرباؤه ومعارفه فقد أسر لي يوما أن أصدقاءه اثنان فقط أحدهما الدكتور سليمان فقيه يرحمه الله، ولا أجد الآن ما يدعوني لذكر الصديق الثاني.
- كان الدكتور بدر يرحمه الله يغادر عمله في إذاعة جدة بعد الثانية والنصف ظهرا فيتناول غداءه ويغفو كي يعود عند السادسة إلى الإذاعة، فلايستطيع أحد من أسرته أو أي هاتف خارجي إيقاظه من تلك القيلولة، غير أننا بمجرد الاتصال به من الإذاعة فإن أم ياسر تسرع بإيقاظه فيرد ويوجه بما يلزم فيما كان سبب الاتصال.
- وصفه منسوبو الإذاعة في تلك المرحلة أن الدكتور بدر يرحمه الله ينام متوسدا جهاز الراديو، وسبب ذلك دقة المتابعة للبث الإذاعي داخل الإذاعة وخارجها، فقد كانت مكاتب مبنى الإذاعة السابق ( في طريق المينا) مزودة بسماعات - ليس لما يظهر على الهواء وحسب ولكن أيضا - باستديوهات التسجيل بحيث يمكن للمسئول أن يتابع حركة العمل، وكان الوحيد الذي نشعر أنه يتابعنا هو الدكتور بدر كريم يرحمه الله إذ تفاجأ بفني التسجيل - بعد إجابته على هاتف أتاه - ينقل لك ملاحظة الدكتور بدر على لغتك أو أدائك أثناء التسجيل ويلفت نظرك إلى ضرورة مراجعة النص قبل التسجيل لتفادي الإعادة التي تفقد التسجيل نسقه الفني.
- تراهنت يوما مع الأستاذ الزميل جميل سمان يرحمه الله على دقة وحرص الدكتور بدر كريم يرحمه الله على متابعة الإذاعة، فقد كان الأستاذ سمان مكلفا بنشرة الثانية والنصف ظهرا يوم العاشر من ذي الحجة وكنت مذيع الربط، وقبل النشرة بثوان قليلة حدث من فني الاستديو خطأ حيث ظهرت لفة الشريط على الهواء، فقال الأستاذ سمان للفني: الله يعينك تلاقي بدر سمع.. قلت لا أظن فهو مشغول هناك في منى بما هو أكبر.. قال سترى.
- كانت الوزارة - في عهد معالي الدكتور محمد عبده يماني يرحمه الله - تقيم في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة على سطح أحد المباني في مقرها بمنى حفلا لضيوفه ويحضره إعلاميون من خارج الإذاعة ومن داخلها لأن الحفل إذاعي بالدرجة الأولى، وقد صعدت إلى منى لحضور الحفل، وبعد الحفل سألني الدكتور بدر: عدنان كيف حالك.. كل عام وأنت بخير.. كيف العمل وكيف الإذاعة ؟ إن شاء الله كل شيء تمام ؟ فأجبته بنعم كل شيء على مايرام، فسألني: مافي ملاحظات مافي أخطاء ؟ قلت: لا.. قال ولا لفة شريط ؟
- لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يرى الدكتور بدر كريم يرحمه الله كتابي الثاني الذي هو الآن في المطبعة، فقد تحدثت فيه عن عدد من البرامج الإذاعية المميزة ومنها برنامج تحية وسلام، وقد كنت - عند نشر تلك المقالات في مجلة الإعلام والاتصال - قد بعثت له على بريده الإلكتروني ما كتبته فرد علي بعد إطلاعه برسالة قال فيها: ( ما كتبته تحت عنوان « من ذاكرة الإعلام» يستحق أن يكون كتابا هو الأول من نوعه، في تاريخ الإذاعة السعودية، أرجو أن يرى النور قريبا، وحاول أن تجمع أكبر قدر ممكن من البرامج المؤثرة، التي وجدت أصداء استحسان كثيرة، وعاشت أعواما مديدة في أروقة الإذاعة ).
- رحم الله أستاذنا ومعلمنا الدكتور بدر كريم وأسكنه فسيح جناته،{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- الباحث والكاتب الأستاذ محمد القشعمي:
قال يعد الراحل د. بدر كريم أحد الرموز الإعلامية في بلادنا، أتذكر كان له برنامج قبل خمسة وخمسين سنة اسمه « في الطريق « وقد أجرى خلاله عددا من اللقاءات مع كثير من الرموز ومن أشهرهم حمد الجاسر رحمه الله
د. بدر رحمه الله واصل دراسته من أجل المعرفة وليس من أجل كسب المال وقد حصل على الدكتوراه بالانتساب وكان ذلك بحافز من حمد الجاسر رحمه الله عندما كتب كلمته « بين المعيد والعميد»
كنت التقيه رحمه الله عندما كان يحضر الدكتوراه فكان يأتي لمكتبة الملك فهد الوطنية ويطلب الاطلاع على الصحف القديمة، وقد دعوته في برنامج التاريخ الشفهي في المكتبة فوافق وسجل معي عن مشوار حياته وعن مسيرته الإعلامية وتجربته مع حمد الجاسر.
يعتبر رحمه الله من الرواد ومن المخضرمين ومن الذين كافحوا للوصول للمعرفة وليس من أجل كسب مادي.
رحمه الله رحمة واسعة
- الإعلامي المخضرم السفير: محمد حيدر مشيخ:
قال لقد أدمى قلوينا خبر وفاة رفيق دربي الطويل في الإعلام فكان خير صديق وأخ وزميل
لقد عملنا معا كل في حقله لبناء أجهزة إعلامية تحقق الأهداف السامية التي تتطلع إليها المملكة باعتبارها قائدة للأمة الإسلامية وإنني إذ أعزي نفسي في هذا المصاب فإنني أتقدم لكافة عائلته الكريمة ولأبنائه الأعزاء بصادق مواساتي وأسأل الله الكريم أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين
- الإعلامي منصور الخضيري وصفه بصاحب القلب النقي وقال رحم الله أبا ياسر وغفر له وأسكنه فسيح جناته آمين. عظم الله أجركم وآجرنا وآلهم آله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- الإعلامي المخضرم د. حسن نجار:
عبر عن حزنه الأليم لفقد الراحل وقال لقد فقدنا قامة إعلامية وأحد رموز الإعلام في بلادنا وأضاف لقد أعطى الراحل لوطنه الكثير فهو ثروة وطنية فقدناها لقد عمل خلف المذياع وأمام الشاشة لسنوات حتى أضحى مدرسة إعلامية ومحطة مهمة لا يمكن تجاوزها والرجل ترك إرثا طيبا ومكانة كبيرة عند الناس والحديث عنه يحتاج إلى وقفة أطول حيث زاملته رحمه الله لسنوات عديدة والذكريات أكثر من أن تحصى وقد عشنا ردحا من الزمن مقدما شكره لجريدة الجزيرة على تأبين الراحل حيث أن هذا التأبين يعطي وهجا للحياة وللناس.
وأضاف د. نجار أن الذاكرة لا تسعفه في ذكر كل ما يريد.
- الإعلامية ميسون أبو بكر:
قالت البعض يرحل ولايترك أثرا والبعض القليل يرحل ويخلف إرثا باقيا يستنار به وكان حرفهم ناقوس يقرع في عالم الغياب.
رحل د. بدر كريم هذا الإعلامي الذي ملأ الدنيا حضورا في معظم مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب تاركا صيتا كبيرا وإنجازا يفتخر به.
د. بدر كريم قامة إعلامية حفرت في الصخر وقدوة لكثير من الإعلاميين الشباب وصوتا لعله لا ينسى إلى أمد بعيد شيعه الإعلاميون بكثير من الشجن فقد رحل خلسة ودون سابق إنذار ليترك فراغا كبيرا ووجعا في قلوب من من جايله ومن أحبه.
- الكاتب والإعلامي والشاعر أحمد عايل فقيهي
قال ربطتني بالدكتور بدر كريم علاقة امتدت لسنوات طويلة بدأت منذ اللحظة الاولى التي عملت فيها بجريدة عكاظ في جدة قادما من مدينة جيزان حيث بدأت مراسلا ومسؤولا لمكتبها في جيزان في القسم الثقافي بالجريدة في تلك الفترة الفترة من المراحل الأولى من عملي الصحفي تعرفت على د. بدر كريم هذا الإعلامي الكبير حيث كان يعمل نائبا لرئيس التحرير «د. هاشم عبده هاشم».
لم أكن أصدق في البداية أنني أمام بدر كريم إذ أن اسمه كان له رنين ودوي في الصحافة والإذاعة والتلفزيون وأنا أعتبره أشهر وألمع مذيع مر في تاريخ الإذاعة والتلفزيون في المملكة.
كانت لحظة لقائي به لحظة مؤثرة عندما دخلت عليه في المكتب وأنا أخطو الخطوات الأولى في تلك الايام وإذا بي أرى شخصية مميزة وصوتا رخيما وأرى الغليون وهي المرة الأولى وكان يمثل أحد مراحل شخصيته.
لقد توطدت العلاقة التي بدأت بالزمالة ثم الصداقة القوية تداخلت فيها ثنائية الصحافة والكتابة.
أتذكر حرصه الشديد ودقته في الكتابة على مستوى اللغة والدقة في العبارة وقحرص كثيرا على تنبيهي كما توطدت العلاقة فكانت هناك علاقات اسرية
أحب الراحل أهل جيزان وأحبوه من خلال برنامج: طلابنا في الميدان وكان لزيارته لجيزان صدى كبيرا في تلك الفترة وذلك قبل نحو 40 سنة.
أعتبره يمثل صفحة كبيرة مضيئة في تاريخ الإعلام السعودي وقد تمتع بعصامية جعلت منه النموذج المثال من مذيع إلى أستاذ في الجامعة في الإعلام إلى عضو في مجلس الشورى لسنوات عديدة.
جمعتني به مودة كبيرة وتقدير كبير وكنت أنظر إليه كرمز وقيمة في الإعلام السعودي