سعد الدوسري
سارة إبراهيم، طفلة مصابة بسرطان الدم، عرفها وتعاطف معها السعوديون عبر موقع تويتر من خلال نشر صورها وهي تتلقى العلاج، وكانت تطلب من المتابعين الدعاء لها بأن تشفى من هذا المرض. وبعد هذا الكم من المشاعر الإنسانية والتضامن صدم كل من تعاطف معها، أن هذه الصور تعود لطفلة أميركية وليس للطفلة سارة، ليتم إلغاء حسابها، والله أعلم ماذا كان هدف سارة، أو من يختبئ خلف اسمها؛ هل هو المال أو الشهرة أو المتعة في التلاعب بمشاعر الناس؟؟
إنَّ هذه القصة ستؤكد مرة أخرى، أن موقعاً مثل تويتر أو فيسبوك يمتلك القدرة الهائلة والمخيفة، ليس على الوصول لكل الأطياف الاجتماعية فقط، بل وعلى التأثير عليهم بشكل يفوق الوصف، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً:
-هل أصبحنا سذجاً إلى هذه الدرجة، يؤثر فينا كل مَنْ يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي؟!
حقيقة الأمر، أننا كذلك. ويدل على ذلك قصة سارة وغيرها من قصص المعاناة المرضية، وقصص النصائح الطبية والترويج للأجهزة العلاجية، وقصص الوعظ الديني التي تعتمد على المؤثرات الصوتية والأحاديث غير الصحيحة، وقصص الرقية الشرعية، وقصص الجهاد في الدول المجاورة وغير المجاورة، وقصص الاستثمارات المالية، والقصص التربوية، وقصص التدريبات السلوكية المثالية، وقصص التجارب الزوجية، وقصص الأدوية والأعشاب. ولا يستطيع أي منا أن ينكر أنه وقع تحت تأثير واحدة من هذه القصص. ولذلك، فلن يكون هناك حدٌّ لما يجري اليوم على تويتر، إنْ لم نضع حاجزاً ذاتياً بيننا وبين كل ما يرد فيه، وأن نعتبره مُتّهَماً ومُدَاناً حتى تثبت براءته، وفي الغالب لن تَثْبُت.