سعد الدوسري
لو نقوم بحسبة بسيطة للوقت الذي يقضيه أحد وزراء الخدمة أثناء عمله، لوجدنا أن النصيب الأقل أو النادر، يذهب لتفقد أحوال الوزارة أو أحوال الناس في الميدان، خاصة المستفيدين من خدمات وزارته. ويرجع هذا الأمر لسببين؛ الأول له علاقة بالتركيبة العامة للمسؤول. فهو يظن أن التواجد في إحدى المنشآت التابعة لوزارته، قد يقلل من هيبته، كونه سيختلط بالعامة وبصغار الموظفين. أما السبب الثاني، فإنه متعلق بحجم الوقت الذي يملكه لأداء هذا الدور. فالمعروف أن جداول الاجتماعات ومناسبات العلاقات العامة، تلتهم معظم وقته، كما تلتهم النار المناديل الورقية. وليس ثمة وسيلة لتفادي سيول مدراء العلاقات العامة على جداول أوقات المسؤولين، فمن زيارة إلى افتتاح إلى توقيع مذكرة تفاهم إلى استقبال إلى تدشين إلى معايدة إلى مؤتمر إلى ندوة، ناهيك عن حضور حفلات الزواج والتخرج.
قد يكون ثمة حل واحد لهذه الكارثة القاتلة لأوقات وزراء الخدمة، وهي أن يتم استحداث وظيفة جديدة في مكاتبهم، وهي «مساعد الوزير للعلاقات الاجتماعية»، ويكون من صلب مهام صاحب هذه الوظيفة، الحضور لكل الفعاليات ذات العلاقة، التي لن تتأثر بحضور الوزير أو غيابه، طالما أن هذا المساعد ينوب عنه رسمياً. والشرط الوحيد لتحقيق ذلك الحل، أن نتحلى بالصبر أمام المقاومة العنيفة التي سيبديها أصحاب الحفلات والمناسبات، وأن نتغاضى عن كل ما يقولون أو ما يحاولون أن يفعلوا لإفشال هذه التجربة.