سعد الدوسري
لو كان هناك من يرصد التجاوب الجماهيري مع المسرحيات التي تقدمها أمانة منطقة الرياض على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، رصداً مهنياً، لأمكن التعرف على مؤشر اهتمام الشرائح الشبابية بالفعاليات الحية، ولأمكن الاستفادة من هذا المؤشر في تحليل اتجاهات الشباب في المجالات الترفيهية، وفي معرفة ماذا يحب وماذا لا يحب في هذا الصدد.
وبغياب هذا المؤشر، وغيره من المؤشرات المهمة، فإنني أستطيع القول، ومن خلال متابعة نشاطات الأمانة، بأنّ هناك إقبالاً كبيراً على المسرح من قِبل الشباب والشابات، وبخاصة المسرح الكوميدي، مما يجعلنا نتوجّه للقائمين عليه بسؤال مهم:
- هل هذه النشاطات بهدف الترفيه فقط؟! ألا يمكن استثمارها في رفع مستوى ذائقة الشباب وتطوير وعيهم بالمسرح؟!
إنّ بعض التجارب المسرحية التي سبق عرضها خلال المواسم الماضية، لم تكن موفقة مطلقاً، بل إنَّ بعضها أساء للقائمين على هذه النشاطات اللافتة للاهتمام والتقدير. وهذا لأنّ الأمانة لا يفترض بها أن تُلِّمَ بهذا الفن وبمدارسه المتنوعة في التأثير والترفيه؛ وهنا يجب تسجيل الفعل المتعمّد لتغييب جمعية الثقافة والفنون. وأقول «الفعل المتعمّد»، لأنني على تواصل دائم مع نشاطات الجمعية، ولا أرى أي مبرر لأن تَسحبَ وزارةُ الثقافة والإعلام البساطَ من تحت قدميها، وتتعمّد شلَّ وتهميش نشاطاتها. ولكي لا يكون مصير الجمعية مثل مصير الأندية الأدبية، فإنني أقترح - وفي ظلِّ الحرب التي تشنُّها الوزارة على الجمعية -، أن تتحالف الأخيرة مع أمانة منطقة الرياض، لكي ينتجا معاً نشاطاتٍ مميزةً ومدروسة.