عبد الاله بن سعود السعدون
من الأمور السلبية التي تلازم تردي العلاقات الثنائية بين دولة وجوارها الإقليمي كثرة الأبواق الإعلامية الكاذبة، صناعتها وسلعها المسوقة تعتمد على الكذب والافتراء وتسخر عملاءها لإلقاء الخطب المحمومة المعتمدة على التحريض الطائفي المستند لمبررات كاذبة ومثالها علاقة إيران الغير ودية والمحرضة
طائفياً مع الدول العربية الخليجية والتي انبنت على الكذب والتهريج الإعلامي ومنها آخر منتوج من مصنع كذبهم أن سبب تدخلهم في القضية اليمنية وذلك لتأثيرها المباشر على الأمن القومي الإيراني!.
فقد تناقلت أخيراً بعض وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي الخليجية عن نوع من فاكهة البطيخ الأخضر المقلم الإيراني المصدر بانتشار ثقوب صغيرة على قشرتها الخارجية وبعد الفحص من قبل إدارة مكافحة الأمراض الزراعية في قطر ودبي تأكد وجود عفن بكتيري في قشرتها وصدر التقرير بإتلاف كل الكميات الواردة من منطقة الأحواز في إيران لعدم مطابقته للمواصفات الزراعية الخليجية.
قد يشكل هذا الخبر حيزاً صغيراً ومتكرراً في الصحف الإقليمية والدولية حول عدم ملاءمة الفواكه المستوردة للاستخدام البشري لتلوثها بالمبيدات الحشرية المسمومة أو أشعة غاما وكثيراً ما تسقى بمياه الصرف الصحي الغير مكررة جيداً مما تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي لدى مستهلكيها، إلا أن القنوات الفضائية العميلة لملالي طهران حولت هذا الإجراء الزراعي الاحترازي إلى قضية حرب اقتصادية يشنها ( عربان الخليج) كما يسموننا في إعلامهم ضد دولة إيران وموقفها المؤيد للحوثيين في اليمن وإنتاجها الزراعي يحظى المقاطعة والحصار الإقليمي أي مستوى من السقوط لسياسة خارجية إيرانية بنيت على الكذب وتكبير الشائعات المحرضة.
المهم في هذا الأمر كله هو المؤشر الخطير لانحدار مستوى الثقة في العلاقات الثنائية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي نتيجة لعدم الالتزام الإيراني بكل علاقة تجارية أو أي علاقة أخرى بينهما حتى لو كان بطيخاً اخضر لاحاطة إيران نفسها بغلاف عدائي مخيف ضد أشقاء الشعب الإيراني المسلم وقد تولد هذا المستوى المتحسس من تصور أي اختلاف في مواصفات أي سلعة حتى لو كان تعفناً بكتيرياً عادياً يصيب كل البطيخ في العالم لكن لأن مصدره إيراني جعله مقاطعاً وبصورة عالية من الشكوك و قد يكون بشكل مقصود لإضرار أشقائهم في الدين والجوار على الساحل الغربي من الخليج العربي ومعذرة مني لإخواننا مزارعي البطيخ في الأحواز العربية و لا أقصد أبداً التشكيك بنواياكم في قضية تصدير البطيخ ذي الثقوب الكثيرة على قشرته من مزارعكم فأنتم موضع الثقة والمحبة من كل الشعب العربي ولو راجعت إيران إستراتيجيتها في علاقاتها الخارجية مع جوارها العربي الذي يدعوها دوماً لاحترام السيادة الوطنية لدولها واتباع سياسة التكافؤ في العلاقات الثنائية ونبذ التعالي على دول الساحل الغربي وتطبيق أسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية وترك سياسة التحريض الطائفي والظهور بوجه واحد يمثل توجهها السياسي الصادق وعند تحقيق ذلك تتركز أسس العلاقات الدولية المتوازنة وبلوغ مستوى من الثقة والاحترام وآنذاك يحظى المنتج الإيراني أياً كان بفتح الأسواق العربية على مصراعيه أمامه مرحبة بعرضه فيها و الأمر بسيط جداً لو تحققت حسن النوايا والصدق في تطبيقها في تفكير ملالي طهران.
الأمن الغذائي عنصر هام وهدف استراتيجي من أجل الوصول لحالة من الاكتفاء الذاتي لمكوناته الغذائية الأساسية ولفترة معقولة له أمر ضروري و مطلوب في حالة الحرب والسلم ونحن في المملكة العربية السعودية ومعها كل أشقائها دول مجلس تعاون الخليج العربي بفضل الله سبحانه ومن ثم تنفيذ الإستراتيجية الزراعية الناجحة والتي حولت منطقتنا الخليجية الغالية من مستهلك لكل أصناف الفواكه والخضراوات وبفترة قصيرة جداً لدولة حققت الاكتفاء الزراعي الذاتي ومصدر رئيسي لها في الجوار الإقليمي وأصبحنا ولله الحمد نزرع كل الأصناف الزراعية محلياً وبجودة عالية وتحقيق معجزة توفير المياه في بلادنا الصحراوية المناخ والتي لا تجري على أرضها قطرة ماء واحدة!!
ونصدر ولله الحمد الخضار والفواكه و التمور إلى بلاد الرافدين ذات النهرين ومعهم شط العرب العملاق والبطيخ الأخضر المتوفر في أسواقنا المحلية كله منتج وطني من منطقتي وادي الدواسر وجزيرة فرسان وذي جودة عالية كل هذا تحقق بإخلاص قيادتنا المخلصة وحرص حكومتنا الرشيدة التي وفرت المحيط المستقر للإنتاج والتصدير ولها من كل شعبها الموحد خلفها الشكر والولاء والوفاء.