الجزيرة - خاص:
يجمع الخبراء والمختصِّون بالتطوير العقاري، على أنَّ المجمَّعات السكنية المتكاملة توفر مزيدًا من الخدمات والمرافق البيئية والعمرانية، والخدمات الاجتماعية المتميزة؛ لتقديم مُستوى معيشي أفضل لسكانها؛ بما توفره من خصوصية وأنماط إسكان متنوعة، مع إمكانية تواصل السكان مع بعضهم البعض، وممارسة كافة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والترفيهية في منطقة واحدة.
ويرى عقاريون أن المجمعات السكنية تضمن توفير خصوصية سكنية وخدمات عامة مميزة وشبكات طرق أفضل بمسارات مشاة أكثر أمانا، وحدائق عامة وفراغات عمرانية، كما أن ما يُميِّز المجمعات السكنية المتكاملة هو تصميم مخططات عمرانية ذات مستوى عال من حيث المعايير التخطيطية والاهتمام بفصل حركة المشاة عن حركة السيارات، وتوفير مسارات آمنة للمشاة وأماكن لممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، وتوفير الخصوصية للمناطق السكنية، وكذلك توفير مستوى متميز من الخدمات العامة في مواقع مناسبة، مع الاهتمام بالنواحي البصرية والجمالية، فضلا عن تجميل ممرَّات المشاة وإنارتها وتنفيذ العلامات الإرشادية والتحذيرية بها، ودراسة حركة المرور بالموقع وأماكن الانتظار المناسبة لنوع النشاط ومستوى ملكية السيارات المتوقع للسكان، حتى توفر شبكات المرافق بما يتناسب مع الكثافات السكانية بالمجمع السكني؛ مثل: شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف والحريق...وغيرها، وربطها بشبكة المرافق الرئيسية بالمنطقة المحيطة.
بيئة مثالية
ويرى آخرون أن من أهم تأثيرات المجمعات السكنية المتكاملة على البيئة العمرانية المحيطة: تقليل الأعباء المالية والفنية الملقاة على عاتق الأجهزة الحكومية المسؤولة عن توفير المرافق والخدمات العامة بالدولة؛ من خلال قيام شركات التطوير العمراني بإنشاء وتشغيل وصيانة شبكات المرافق ومنشآت الخدمات العامة؛ مما يُساعد على تركيز الأجهزة الحكومية المسؤولة على توفير المرافق والخدمات العامة على تحسين الخدمات والمرافق بالأحياء الأخرى المجاورة. كما تعمل على توفير بيئة عمرانية واجتماعية متميزة تشجع على التقاء السكان وتعارفهم من خلال الفراغات والحدائق ذات المستويات المتعددة (الخاصة- شبه الخاصة- العامة- شبه العامة) لممارسة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية والرياضية لمختلف الأعمار، كما أنَّ من أهم مميزات المجمعات السكنية المتكاملة: توفير مجمَّعات عمرانية سكنية تتميز بحداثة استخدام التقنيات العصرية الحديثة في المباني؛ اعتمادا على فكرة المنازل الذكية والتحكم الأوتوماتيكي في تجهيزات المنزل؛ مثل: كاميرات المراقبة حول المنزل، وفتح وغلق أبواب المنزل والجراج أوتوماتيكيًّا، وفتح أجهزة التكييف من خارج المنزل أو في مواعيد محدَّدة، والتعرف على الاتصالات التي تتم بالمنزل أثناء وجود صاحب المنزل خارجه، والتحكم في مستويات الإضاءة، والتحكم في ري الحدائق الخارجية، وتوقيت تشغيلها حتى أثناء سفرك، وفتح وغلق الستائر في مواعيد محدَّدة، والاتصال بالإنترنت والأقمار الصناعية...وغير ذلك من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي توفرها شركات التطوير العمراني في بعض المجمعات السكنية المتكاملة.
ارتفاع تكاليف البناء
وترتفع تكاليف بناء المسكن ارتفاعاً كبيراً؛ مما يشكل معه عائقاً كبيراً أمام رب الأسرة أو الشاب المقبل على تكوين أسرة، وتلعب الثقافة العقارية دوراً كذلك في تكوين فكرة خاطئة بأن المساكن يجب أن تصمَّم على مساحات كبيرة، وأن يكون لكل أسرة منزل مستقل مزوَّد بالخدمات المتكاملة وبملاحق وحدائق ومواقف للسيارات...وغيرها؛ لعدم وجود ثقافة الإسكان الجماعي منخفض التكلفة؛ مما جعل المشكلة تتفاقم وتزيد من صعوبة امتلاك المسكن الملائم؛ مما يؤدي بدوره إلى استمرار فكرة الإيجار التي تمثل مصدر قلق دائم للأسرة، فضلا عن الشهور بعدم الاستقرار والأمان، ويزيد من الضغوط المالية؛ وبالتالي الضغوط النفسية على رب الأسرة، والتي تنعكس سلباً على مستوى معيشته، وعلى مستوى أدائه في مجال عمله.
ومؤخرا بدأ ينمو اهتمام المستثمرين والراغبين في تملك الشقق المكونة من غرفتين وثلاث غرف نوم، كما تزايد الطلب على الشقق المفروشة بالكامل، وكذلك الشقق المكونة من غرفة نوم واحدة في الأعوام الأخيرة.
إقبال كبير
وقد زاد الإقبال في المملكة مؤخرا على المجمعات السكنية أو ما يطلق عليها محليا «الكمباوند»، التي باتت مطلبا للخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين المقيمين في المملكة، مما رفع حدة الأسعار والطلب، الأمر الذي أوجد قوائم انتظار طويلة، قد تصل إلى سنوات في ظل تأجير الفلل والمباني بشكل سنوي.
ويأتي ازدياد الطلبات على ذلك النوع من المجمعات السكنية، نظرا لما توفره من خدمات متعددة، كوجود نواد صحية، وساحات مخصصة للأطفال، بالإضافة إلى كونها مجمعات مغلقة، لا يستطيع أحد الدخول إليها إلا لأغراض الزيارة، مما يعطيها طابع الهدوء، الذي بات مطلبا كبيرا في الفترة الأخيرة.
ويتجاوز عدد المجمعات السكنية في الرياض على سبيل المثال 60 مجمعا سكنيا مغلقا، إلا أنها مشغولة بالكامل، وفيها قوائم انتظار للعديد من الزبائن في انتظار خروج أي من الساكنين في تلك المجمعات السكنية.
وكان الاستثمار في المجمعات السكنية «الكمباوند»، من أفضل الاستثمارات العقارية خلال العقود الماضية، نظرا للطلب الكبير عليه، إلا أن استهدافه قبل سنوات من قبل عناصر الفئة الضالة، تسبب في تأخير الاستثمار في ذلك النوع من العقار، إلا أنه عاد مرة أخرى بعد ما قضت الجهات الأمنية على عناصر تلك الفئة، وضربتهم بيد من حديد، الأمر الذي دفع كثيرا من العقاريين للاستثمار في المجمعات السعودية. ويشير عقاريون إلى أن قلة وندرة المجمعات السكنية ساعد في ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يشكل فرصة استثمارية جيدة لبناء المزيد من المجمعات السكنية المغلقة، وهو ما يتجه إليه عدد من شركات التطوير العقاري، التي تعمل على الاستفادة من ذلك النمو في الطلب على هذا النوع من المنتجات العقارية.
مواصفات الأمانة
وباشرت أمانة منطقة الرياض، بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة؛ تطبيق ضوابط جديدة لبناء المجمعات السكنية المغلقة (الكمباوند)؛ وتتضمن قائمة بمتطلبات عامة يجب تطبيقها على المجمعات السكنية المراد انشاؤها، وهي: أن يكون موقع المجمع مخصصاً للإسكان بالمخطط المعتمد وأن يتم تطبيق تعليمات وأنظمة البناء المعتمدة لدى الأمانات والبلديات الخاصة بالمجمعات السكنية عليه، اختيار الموقع المناسب للمجمع بحيث لا يسبب ازدحاماً على المواقع والمرافق المحيطة به، أن تحيط الشوارع بالمجمع من جميع الجهات لضمان استقلاليته ولتسهيل المراقبة الأمنية، توفير مواقف كافية لسيارات الساكنين والزائرين بمعدل لا يقل عن موقف لكل وحدة سكنية وتطبيق الاشتراطات الفنية لمواقف السيارات الصادرة عن وزارة الشؤون البلدية والقروية، أن يكون السور الخارجي للمجمع من الأسمنت المسلح وبمواصفات تتحمل الصدمات أو التقليل منها.