شكرا لأبناء المرحوم بإذن الله الملك فهد وأحفاده وأسباطه لتنظيمهم معرض الفهد الذي يعيد للذاكرة بعضا مما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله للوطن والمواطن والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء..... لم أتشرف بحضور هذا المعرض وهذا تقصير مني كمواطن قدم له هذا القائد الشيء الكبير والكثير ليس عذرا أنني لم أتلقى الدعوة من القائمين على هذا المعرض ولكن هذا تقصير مني تجاه هذا الرجل العظيم مع تقديري لكل من ساهم في انجاحه والشكر لكل من زاره........
لن أتحدث عن الجوانب المشرقة في حياة الفهد وهي كثيرة سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا سأتحدث عن موقف بسيط ولكنه مؤشر لما يتمتع به الفهد من محبته للخير كغيره من ملوكنا أبناء والد الجميع الملك عبدالعزيز رحمه الله. حينما سافرت لبريطانيا لدراسة الدكتوراه مبتعثا من كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني قابلت معالي السفير ناصر المنقور رحمه الله في منزله وقال لي يا عثمان لدي أمانة من الملك فهد بمبلغ خمسة عشر مليون جنيه استرليني للتبرع بها لإنشاء المساجد والمدارس فاذا تعرفت على أي انسان محتاج وثقة بلغني بذلك. وحينما انتقلت دراستي من جامعة كاردف والتي كان يوجد بها مركزا إسلاميا إلى جامعة برستول والتي لا يوجد فيها مركزا اسلاميا, حيث كان الطلاب المسلمون يؤدون الصلاة في مبنى الجامعة. وقد عرفت من الطالب السعودي الوحيد في المدينة صالح بايزيد والمبتعث من جامعة أم القرى أن هناك رغبة في شراء بيت وتحويله لمركز اسلامي منذ عدة سنوات ولكن المبلغ الموجود المتبرع به لديهم لا يكفي لشراء هذا المنزل وخاصة أن العقارات تتزايد أسعارها سنة بعد سنة. وحينما أبلغت معالي السفير وأبلغت أن القائم على شراء المركز هو طالب سعودي محل الثقة بعد تواصل مع السفير تم دفع المبلغ المتبقى لشراء هذا المنزل وتم دفع مبلغ آخر لترميم هذا المبنى ليكون صالحا كمركز اسلامي..... وهو مازال موجود كشاهد على بعد نظرة الفهد وادراكه لمعنى الدعوة في الاسلام...
منذ فترة قصيرة وفي مناسبة خاصة وكان بجواري الدكتور أحمد القصبي وقدمني لزميل في اللقاء وهو الدكتور صالح العايد عرفني عليه بأنه الناشط الاسلامي في الولايات المتحدة وقدمني اليه بصفتي عضوا لمجلس المؤسسة الخيرية لعمارة المساجد. وتحدثت عن قصة السفير المنقور ودعم الملك فهد الشخصي لبناء المساجد والمدارس في بريطانيا والغير معلنة فزادني علما أن الملك فهد مؤكدا تأصل حب الخير عنده وقال إن الداعية عبدالرحمن السميط المعروف رحمه الله أبلغه شخصيا أن الملك فهد سأله كم تحتاج من المال للاستمرار في نشاطك الدعوي فقال له لا أستطيع أن أحدد مبلغا معينا فتبرع له الملك فهد بمبلغ مليار ريال وكان شرطه الوحيد أن لا تعلن ذلك ما دمت حيا. هذه الأعمال وأعمال كثيرة أجهلها ويجهلها غيري تؤكد ما يتمتع به ملوكنا من حب الخير والعطاء ليس للوطن والمواطن فقط بل للأمتين العربية والاسلامية جمعاء رحم الله الفهد ورحم الله جميع ملوكنا رحم الله الملك عبدالله متمنيا من أبنائه وبناته أن نرى معرضا عن الملك عبدالله الذي لقبه الجميع بملك الانسانية وهذا ديدن ملوكنا
واليوم نعيش عهد الحسم على يد الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره وأعطاه الصحة والعافية واذا كان الملك عبدالله ملك القلوب فالملك سلمان بمشيئة الله ملك القلوب والعقول.