سمر المقرن
التطوّر الحاصل في نظام الجوازات جميل جدًا، بل ومريح جدًا، إذ أصبحت كل المعاملات عن طريق نظام (أبشر) الإلكتروني الذي اختصر كثيراً من المسافات والأوقات. إلا أن لي بعض الملاحظات على النظام من ناحية جوازات المطار. صحيح أن التقنية في النهاية لها أخطاء إلا أن التصحيح أمر مطلوب لتلافي أي أخطاء مستقبلية، منها أن المرأة كما هو معروف لا تسافر إلا بموافقة ولي أمرها، وكنّا في السابق نقف على كاونتر الجوزات نحمل بأيدينا البطاقات الصفراء في منظر غير حضاري، عالجت التقنية هذا المشهد على أن تكون موافقة ولي الأمر إلكترونية، المشكلة التي واجهت كثيرا من النساء وحتى الشباب القُصّر في المطارات هو عدم ظهور موافقة ولي الأمر على نظام الحاسب الآلي لدى موظف الجوازات بالمطار، ومنهن من حُرمت من السفر بسبب هذا الخلل التقني الذي لا ذنب لها فيه، مع أن موظف الجوازات قد يتجاوز عن الشاب القاصر ويمرره إن كان برفقة عائلة، بينما المرأة من سابع المستحيلات، وقد رأيت بعيني سيدة ومعها بناتها الشابات وقد ختم الموظف جوازات بناتها لأنه رأي في النظام وجود موافقة المحرم، بينما والدتهن رفض لها أن تمر لأنه لم يجد الموافقة، مع أن ولي أمرهن واحد، وبالعقل والمنطق فهل سيضع ولي أمرهن موافقة السفر لفتيات صغيرات ولن يضع موافقة لوالدتهن؟! كان المشهد مخيفًا، حتى أنني قلت في نفسي ليت البطاقات الصفراء تعود ما دامت مضمونة بدلاً عن نظام آلي قد يخطئ وتكون عواقب الخطأ وخيمة!
الأمر الآخر والذي لاحظته بنفسي في نظام الحاسب الآلي للجوازات، هو تأشيرة الخروج والعودة للعاملات المنزليات، فنفس الأمر الذي يحصل للمرأة والشاب القاصر. إذ لا تظهر في بعض الأحيان تأشيرة الخروج والعودة على السيستم عند السفر، أما عند العودة فالموظف بنفسه أبلغني أن تأشيرة الخروج والعودة لا تظهر عنده عند تمرير الجواز، لذا يطلب الإقامة، مع أن الإقامة يجب أن تبقى في السعودية ولا تغادرها مثلها مثل بطاقة الأحوال للمواطن السعودي. أضف إلى ذلك أن بعض مطارات الدول العربية تطلب تأشيرة الخروج والعودة، كيف يتم طلبها وهي إلكترونية وما عادت ورقية؟ وحتى لو قدمت للموظف بطاقة الإقامة السعودية فلن يقبل بها! هذا الأمر يحتاج إلى تنسيق بيننا وبين هذه الدول التي تطلب مثل هذه المستندات مع العلم أن الدول الأوروبية لا تطلبها.
فرحنا بالتقنية وقصر المسافات وحفظ ماء الوجه عن البطاقات الصفراء، إلا أن تكرار الخلل عبر منافذ المطارات ينبئ بضرورة إعادة النظر في نظام الحاسب الآلي وتطويره ليتوافق مع التطور المذهل والكبير الذي بدأنا نراه ونلمسه عند الجوازات شكلاً ومضمونًا.
أنظمة الحاسب الآلي رغم سهولتها ويسرها إلا أنها تظل عملية معقدة، وهذا الجهد الجبّار لا أتمنى -مطلقًا- أن تهب عليه بعض الإخفاقات التي قد تعكر صفو نجاحاته!