د. أحمد الفراج
أستغرب من الهجوم الذي يشنه البعض على جمهورية باكستان الإسلامية منذ بدء عاصفة الحزم، فقد سعدت ذات يوم من عام 2004، بزيارة هذا البلد الجميل، وذلك ضمن الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وكم كانت سعادتنا غامرة بحفاوة الاستقبال، وحسن الضيافة من إخوتنا هناك، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، فأنا من الذين يؤمنون بأن الشعب الباكستاني واحد من أكثر الشعوب التي تحب المملكة العربية السعودية حبا حقيقيا، لأنها ببساطة هي مهبط الوحي، وهو حب وتقدير ليس مبنيا على مصلحة، أو لأجل أن المملكة بلد نفطي، كما ينظر إلينا للأسف كثير من العرب والمسلمين، فقد رأيت بأم عيني مقدار المحبة التي يكنها شعب باكستان للمملكة وأبنائها، والعلاقة بين البلدين علاقة تاريخية، ويكفي أن تعرف أن أحد أهم شوارع مدينة إسلام أباد هو شارع الملك فيصل يرحمه الله، وهذا غيض من فيض محبة هذا الشعب لبلادنا، وهي العلاقة التي لم تتأثر يوما منذ عقود طويلة، ولا تقلقوا من مناورات برلمان باكستان، وبعض ساستها، فباكستان مع المملكة قلبا وقالبا، وعلى الدوام، رسميا وشعبيا!.
كما لا يجب أن ننسى وقفة إخواننا في جمهورية مصر العربية، فمصر هي عمقنا الإستراتيجي، ولم تقصر يوما في دعم دول الخليج، كما أنها تقدر جيدا دعم الخليج لها، ولئن أساء لنا بعض مرتزقة الإعلام الخاص هناك، فهؤلاء لا يمثلون مصر، ولا يمثلون إعلامها الرسمي، فلدينا في الخليج من يهاجم مصر وساستها بلا توقف، كما لا يجب علينا أن نلتفت لما يروجه من تعرفونهم جيدا، فمنذ بدء عاصفة الحزم وهؤلاء يحاولون دق إسفين في علاقة مصر بالخليج من جهة، وعلاقة دولة الإمارات الشقيقة بالمملكة من جهة أخرى، ولا غرو، فهؤلاء المرجفون لهم ثأر مع ساسة مصر، ومع جيشها، وتعرفون السبب جيدا، والغريب هو التناقض في موقفهم، فهم مع عاصفة الحزم من جهة، وفي ذات الوقت، هم ضد دولة مصر، التي تعتبر ركنا أساسيا في عاصفة الحزم !!، ولعلكم تعرفون مع من يقف هؤلاء فعليا، وتعرفون من يوالون، مهما تلونوا، وحاولوا التذاكي، إذ هناك من هو أكثر منهم دهاء وحنكة!.
الغريب أن هؤلاء المتذاكين يحاولون كل جهدهم أن يدلسوا على العامة، ويقلبوا الحقائق الدامغة، إذ يستميتون في الهجوم على دولة مصر، ويحاولون أن يشيعوا تنصلها من الإلتزام بدعم عاصفة الحزم، ورغم كل الأخبار الموثقة عن مشاركة مصر بكل ثقلها، ورغم تأكيد المتحدث العسكري باسم العاصفة لذلك، إلا أن محاولاتهم للتقليل من ذلك لا تتوقف، فثأر هؤلاء مع مصر ورئيسها وجيشها أمر «عقدي»، وملزم لهم، فأمرهم ليس في أيديهم، بل في يد من يحرك الخلايا الموزعة في أنحاء العالم، وليت الأمر ينتهي هنا، فهم، وفي موقف غير وطني، وغير أخلاقي، يحاولون أن يمنحوا دور البطولة في عاصفة الحزم لدولة لم تشارك في العاصفة، في محاولة استغفال مفضوحة، ولا تتوقعوا أن يتوقف هؤلاء عن بث سمومهم، وتلونهم، ومحاولات التفافهم على الحقائق، ولكن هيهات، فلئن كانوا يعتقدون أن تذاكيهم سيمرر مشروعهم الخفي، فليعلموا أن هناك من هو أذكى منهم، ممن يعرفهم جيدا في أوقات السلم والحرب!!.