الجزيرة - حسنة القرني:
استبعد اقتصاديون وجود تأثير سلبي واضح لتنامي سعودة وتأنيث قطاع التجزئة على معدل تكلفة المعيشة بالنسبة للمواطن وقالو لـ»الجزيرة» إن أسعار الوجبات في المطاعم والمواد الغذائية في المحال التجارية المتخصصة في بيع المواد الاستهلاكية لم ترتفع بفعل زيادة نسب السعودة أو التأنيث فيها مرجعين سبب أي زيادة طارئة تحدث فيهما إلى ارتفاع الأسعار في الدول المصدرة معترفين -في الوقت نفسه - بوجود غلاء مركب غير محسوس بهوامش ربح كبيرة، وبرر الاقتصادي عصام الزامل ذلك بنسبة التضخم التي يتم قياسها من خلال سلة السلع بحيث تشمل أهم السلع الاستهلاكية التي سجلت في ذروة السعودة بالفترة الماضية -حسب رأيه- نسبة تساوي أو تقل بقليل عن نسبة التضخم للسنوات التي سبقتها ما يؤكد أن الناحية الرقمية للتضخم لم تتأثر بشكل مباشرة بالسعودة مستدركًا أنه قد يكون هناك تأثيرًا في قيمة بعض الخدمات إلا أنه لم يؤثر على نسبة التضخم بشكل عام وذلك لأن تكلفة رواتب الأيدي العاملة من السعوديين في قطاع التجزئة ولا سيما الخدمات لا تمثل سوى نسبة بسيطة جدًا من إجمالي المبيعات علاوة على أن السلع الموجودة مستوردة ومصنعة في الخارج وبقيمة محددة غالبًا. وزاد الزامل: قيمة الخدمات في بعض المطاعم أعلى من السعر المفترض لها ولكن الأسعار بشكل عام تبقى في دائرة المعقول مرجعًا سبب ذلك إلى أن درجة تأثر وارتفاع الأسعار في المطاعم تخضع لحساب تكلفة المواد الغذائية وليس حساب قيمة الرواتب. ودعا الزامل إلى ضرورة الاستمرار في سَعوَدَة قطاع التجزئة وإن صاحب ذلك ارتفاع طفيف في الأسعار معتبرًا ذلك أولوية فليس مهما المحافظة على أسعار منخفضة لمن لديه دخل وثمة من يعاني البطالة ودخله صفر.
من جهته أقر فهد العنزي -صاحب مطعم- بتأثير تكلفة السَعوَدَة على نسبة الأرباح وذلك بشكل سلبي مما تسبب لأصحاب المطاعم ببعض الخسائر لا سيما وأن السَعوَدَة تشمل وظائف خدمية كالاستقبال ومحاسب الصندوق (كاشير) وتوصيل الطلبات الخارجية برواتب شهرية تصل إلى 4 آلاف ريال. ونفى العنزي ارتفاع أسعار الوجبات الغذائية جراء ذلك مؤكدًا التزامه بالأسعار نفسها بالرغم من وجود بعض الخسائر التي أضرت بهم نظرًا لوجود منافسين آخرين له في السوق بالإضافة إلى قناعته بضرورة توظيف السعوديين لما لمسهم من التزام منهم ورغبة في العمل بسبب الحاجة أحيانًا. وفي السياق نفسه، رجح عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة مكة بسام فتيني لجوء بعض المنشآت العاملة في مجال التجزئة إلى رفع الأسعار بشكل طفيف ما يؤدي إلى إعطاء قيمة غلاء مركب غير محسوس مثل زيادة السعر بمقدار هللات في بعض السلع ذات الاستهلاك الكبير ما يؤدي إلى جني ربح كبير من زيادة طفيفة.
وفصل فتيني الحديث عن سبب تأثير السعودة على أسعار السلع الاستهلاكية - بحسب أصحاب العمل - بما تشمله رواتب السعوديين من متطلبات كالتسجيل في التأمينات الاجتماعية وإلزامية تغطيتهم في التأمين الطبي ما يؤدي إلى زيادة تكلفة تعيين السعوديين مقارنة باستقدام وتوظيف عمالة آسيوية مثلا. وأكد فتيني أن ما تقدمه وزارة العمل ممثلة بصندوق الموارد البشرية من دعم للشركات التي تحقق نسب توطين عالية لم يكن حلاً ناجعاً داعيًا إلى أهمية إعادة النظر في إقرار حلول أخرى. مقترحًا على الوزارة الاستئناس بآراء أرباب العمل وطلب طرح الحلول من قِبلهم لهذه المشكلة.