فهد عبدالله العجلان
يقول حكيم حرب: الأقوى في مواجهة أي قلق هما الوقت والصبر!
لا أحد الآن يلوم السياسة السعودية التي تملك المزيد من هذين العنصرين لمواجهة أعتى الأزمات، فلقد أيقن العالم أجمع بكل الدلائل والقرائن أن الصبر السعودي على ما يحصل في اليمن واستنفاذ كل الوقت فيه قد بلغ أمده وأقصاه، لكن المستكينين لسلوك الحكماء يتناسون أحيانا أن في أتون الحكمة الحزم والحسم، وقد أظهر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله يمين الحزم بعد أن استنفذت الحكمة يمينها ويسارها الممدودتين للحوثيين ليكونوا طرفا في حوار يقدم مصلحة اليمن (الوطن) على مصالح إيران (الانتهازية)!
الملك المؤرخ سلمان بقدر ماعرف عنه من اللين والحكمة والعطف إلا أنه ربيب مدرسة سياسية أسسها المؤسس المغفور له بأذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، تملك من الحكمة بقدر ما تملكه من الحزم وإرادة الموقف المستقل.
حين قال: العزم أبو الحزم أبو الظفرات.... والترك أبو الفرك أبو الحسرات!
ساعة الحزم حين بدأت كان الحوثيون يضربون بعرض الحائط كل المبادرات والدعوات الصادقة لتخليص اليمن من وضع يزداد قسوة واستفرادا بالطغيان والسلطة الخارجة على شرعية اليمن والمجتمع الدولي، حتى تحول الرئيس الشرعي لليمن من رئيس يفترض أن يمارس دوره لإعادة مسار التنمية في هذا البلد المغبون إلى رئيس مطارد ومحاصر يلاحق في كل مكان وتدك الطائرات مقر إقامته في عاصمته المؤقتة التي فر منها مكرها تحت تهديد السلاح الحوثي الإرهابي.
الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خرج إلى اليمنيين والعرب بل والعالم ليقدم دعوة للحوار وإيقاف العمليات العسكرية التي تستهدف عصاباته وعصابات الحوثيين المتحالفة معه من أجل مصالح ضيقة متنافرة يعلم اليمنيون قبل غيرهم أنها لاتعني إلا أفرادا ارتهنوا اليمن لمراهقاتهم السياسية، وحين قبل العالم وبدعم من الخليجيين أن يجنب الرئيس المخلوع وأعوانه الملاحقة القضائية والجنائية قبل أن يترك السلطة لم يكن الأمر أكثر من يقين بأهمية خلق كل أسباب الاستقرار لبلد يئن تحت وطئة إرث سياسي استبدادي فرق اليمن وفتح كل أبواب الرهانات للطامعين بتقويض استقرار اليمن كبوابة لتقويض أمن واستقرار المنطقة والخليج على وجه الخصوص، غير أن المخلوع وعصابته كانوا يضمرون الخديعة والخيانة لليمنيين وحينها كان لابد من العزم بإطلاق ساعة الحزم فكان لها سلمان!
اليمنيون الآن بكل أطيافهم يدركون أن المملكة العربية السعودية لم تكن لتتخلى عنهم أمام استفحال عصابة تتحدث عن الحوار وهي تجتاح المحافظات والمدن وتنكل بأهلها وتقوض كل مؤسسات الشرعية اليمنية ولذلك فإن اليمنيين هم حاضنة عاصفة الحزم العربية التي ستعيد اليمن إلى أهله بعد أن تأكد لهم أن المجرمين جاءوا قبل هدوء العاصفة إلى الرياض ليتفاوضوا حول مصالحهم الضيقة كما ظهر في تسريبات لقاء سمو وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع نجل المخلوع علي عبدالله صالح، ليكون الرد عليهم حاسما «أمن اليمن وحق جوار أهله أسمى وأكبر عند السعوديين من مفاوضات العصابات التي سيطمرها تاريخ اليمن العظيم!»