«الكشافة السعودية» العملاقة لها إسهاماتها الكبيرة المعلومة - بلا شك - في العمل التطوعي ومساعدة الآخرين وتعزيز المسئولية الاجتماعية والوطنية؛ بل وأصبح لها اليوم نجاحاتها في الإسهام في تهيئة النشء وتوجيه الشباب وإعدادهم خلقيّاً وثقافياً واجتماعياً وتنمية شعورهم بالواجب نحو الدين ثم المليك والوطن.
الكشافة السعودية لم تكتف بالعطاء في تلك الميادين، بل كان لها ممارسات رائدة في نشر أبرز التطبيقات والمبادئ التربوية كالصدق وحسن الخلق وحب الخير وحب خدمة الآخرين علاوة على قيامها باستلهام التجارب بكل تداعياتها وإشراقاتها.
تلك الممارسات أطلقت العديد من البرامج المتنوعة والمتعددة التي تساعد على تربية المنتمين لها من النواحي الروحية والخلقية. مع تأصيلها التأصيل الإسلامي الصحيح، ومنها خدمة الحجيج واليوم الدولي لمكافحة الفساد.
و(خدمة الحجيج) فُعِّل لغرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين لدى الناشئة من أبناء الوطن، إلى جانب تنمية المحبة والتآلف بين أفراد الكشافة، وإحساسهم بالواجب الذي يجب أن يقدموه لضيوف الرحمن، وإظهار الدور المنير للشباب السعودي أمام حجاج بيت الله الحرام ومتابعيهم عبر وسائل الإعلام المختلفة. من خلال تجنيدها ما يقارب (5000) كشاف وجوال من مختلف قطاعاتها الكشفية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ ليسهموا بمهمة راحة الحجاج ومتابعة شؤونهم، وذلك بالتنسيق مع الوزارات المعنية، ومؤسسات الطوافة، ومؤسسات حجاج الداخل، والمؤسسة الأهلية للأدلاء، في ظلِّ ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده - يحفظهم الله - خدمةً لضيوف الرحمن.
و(اليوم الدولي لمكافحة الفساد) هو الذي وجدته الكشافة العربية السعودية منبراً مهماً في تنفيذ العديد من الفعاليات والمبادرات في جميع قطاعات الجمعية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة لتوعية الجمهور ضد الفساد وتعزيز السلوك الأخلاقي عن طريق تنمية الوازع الديني للحث على النزاهة ومحاربة الفساد وتنمية الشعور بالمواطنة، وبأهمية حماية المال العام والمرافق والممتلكات العامة.
علاوة على توقيعها مذكرة تفاهم مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وما اعتماد مجلس إدارتها شارة نزاهة إلا لتأكيد عملها الجاد في هذا الجانب.
إن إقامة جمعية الكشافة العربية السعودية محفلية خاصة في مركز الملك فهد الحضاري بينبع الصناعية لتكريم القطاعات الكشفية المتميزة في هذين البرنامجين في يوم الجمعة الثامن من شهر جمادى الأولى لعام 1436هـ بحد ذاتها يأتي تكميلاً جمالياً لسياستها في تفعيل منظومة الجودة والنهوض بالعمل، وباعتبار التكريم إحدى وسائل التحفيز والدافعية لزيادة الإنتاجية.
التميز سمة النجاح، والنجاح شعار الكشافة السعودية، وكلها شعارات مؤسس كيان هذا الوطن الشامخ الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي أعجب بفكرة الكشافة وطلب دراستها وإمكانية إقامتها في المملكة عام 1356هـ ثم ورثه أبناؤه من بعده وحتى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله ـ.
الكشافة العربية السعودية قدمت عبر تاريخها الوطني الطويل الذي يقدر حتى الآن بـ55 عاماً، مناشط ومبادرات، ساهمت في رفع مستوى الوعي لأبناء المجتمع، وإثرائه في مجالات قوانينها ومبادئها؛ وكذا تفعيل مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ «رسل السلام» الذي يهدف لخدمة المجتمعات والمساعدة في بناء عالم أفضل؛ ولذا فقد حان وقت تكريمها؛ فذلك حقها، كما أن فيه تشجيعاً لها للمزيد من التألق والإبداع في خدمة المجتمع، وليكون التكريم محفزاً للشركات والمؤسسات الأخرى لتقوم بدورها على الوجه الأكمل.
وهنا أدعو لتكريم (الكشافة العربية السعودية) من قبل الجوائز الخاصة من قبل رجال المجتمع الفاعلين والمؤسسات المجتمعية الوطنية نظير أعمالها الرائدة؛ فهل سيكون؟ أتمنى ذلك. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
وتحيّة للمتألقة جمعية الكشافة العربية السعودية التي أوعزت إليّ بمضمون هذه التناولة.
- مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة وادي الدواسر