أ.د. يوسف بن أحمد الرميح
لا شك أن الإخوة الجيران في اليمن عانوا كثيراً من مشكلات الحوثيين لديهم، ومع أن الحوثيين لا يمثلون أكثر من 5% من الشعب اليمني الحبيب إلا أنهم وبيد فاسدة منحرفة وقذرة من الدولة الصفوية الإيرانية بدؤوا يهددون اليمن ككيان ودولة، ومن ثم تمدد تهديدهم للجارة الكبرى المسالمة الحالمة صاحبة الآيادي البيضاء على بلاد الإسلام كلها بلاد الحرمين -أدام الله عزها. ولذلك تطلب تدخل المملكة ودول الخليج والإخوة العرب الفوري بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من الدولة الصفوية الحاقدة والتي هدفها الأساس بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدولي، ومما جعل اليمن السعيد -للأسف- منطلقاً وأرضية خصبة لعدد من المنظمات والخلايا الإرهابية وقاعدة لها أمثال القاعدة وداعش وغيرها.
وحيث إن الاعتداءات قد طالت كذلك أراضي بلادنا حرسها الله، وأصبحت السعودية ودول الخليج الشقيقة عموماً تواجه تهديداً مستمراً لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية، وإزاء هذه المخاطر الجسيمة، وفي ضوء عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون الخليجي ومن مجلس الأمن، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة، وقيامها مؤخراً بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب الحدود السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية خلال شهر نوفمبر عام 2009.
في هذه الحالة وهذه الظروف الصعبة هنالك عدد من الأدوار الرئيسة والمحورية التي يجب أن يلعبها المواطن الصالح وابن هذه البلاد بلاد الحرمين -حرسها الله ووفق ولاة أمرنا لكل خير- والتي لا تقل بحالة من الأحوال عن الأدوار التي يقوم بها رجال الأمن وأسود الوطن في حماية ثغوره لعل منها:
أولاً: الدعاء لرب العالمين سبحانه وتعالي بأن ينصر رجالنا على الجبهة. فالدعاء مطلب خاصة في هذه الأوقات الصعبة، وكما قال تعالى {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ}، فمطلب من الجميع الدعاء وخاصة في أواخر الليل وفي صلاة الجمعة بأن ينصر الله عباده الصالحين وأن يسدد رميهم وأن يحفظهم ويعيدهم لقواعدهم ولوطنهم سالمين غانمين، ولأن يكبت ويدمر عدوهم. فبلادنا المباركة لم تدخل هذه الحرب تلقائياً بل فُرضت عليها، ولم نذهب لها طلباً للتوسع أو الثروات والمعادن، فبلادنا -ولله الحمد- تزخر فعلياً بكل شيء لنا وللأجيال القادمة.
ثانياً: دور للمواطن لا يقل أهمية في أن نتفاءل بنصر الله ووالله إني لأراه قريباً، ويحتاج من كل منا للتفاؤل والدعاء والاستغفار والتوبة.
ثالثاً: الحذر ثم الحذر ثم الحذر من تصوير القطع والآلات والسيارات العسكرية والأماكن العسكرية، فالعدو في اليمن أو رأس الأفعى بإيران الصفوية يتوقون لمساعدة من شاب سعودي أو مقيم يقدمها لهم بطبق من ذهب. فيجب أن يعرف الجميع بأن تداول صور أو أخبار أو مقاطع أو تصوير للآليات العسكرية والأمنية جريمة بحقنا جميعاً وبحق وطننا، فيا أخي المواطن والمقيم يا أخي الشاب لا تجعل من عدسة جوالك تسهم في اختراق أمن وطنك وأنت مسئول مسئولية كاملة عن ذلك. ويعد هذا التصوير والمساعدة -حتى وإن كانت غير مقصودة- في لغة الحروب جريمة حرب وخيانة عظمي للبلاد والعباد.
رابعاً: الانتباه لأن العدو في اليمن أو في إيران يستغل لأقصي درجة ممكنة وسائل التواصل الاجتماعي من التويتر للفيس بوك للوتس أب وغيرها لفبركة صور ومقاطع يحب أن يبثها لتعمل دورها في إضعاف الجبهة الداخلية لنا. ولا شك أن الحرب خدعة والعدو يحاول جاهداً بعد أن تمت هزيمته بهذه الضربات المفاجئة والساحقة أن يبحث عن أي طريقة يحاول معها في أن يستغل أي ثغرة، لأن الهزيمة النفسية والفكرية تعادل الهزيمة العسكرية، وقد أثبتت الحروب ذلك من قبل. ولذلك فتماسك الجبهة الداخلية مطلب حيوي للبلاد ومناعة من اختراق أي شاذ لوطننا وأمننا. بلا أدني شك ستلاحظ أخي الحبيب نشاطاً قوياً للقوي الفاسدة والشريرة على مواقع التواصل الاجتماعي تدار من هناك من قم وصعدة تحرض على الفتنة ببلادنا -حرسها الله- وتبث سمومها على شبابنا وتتكلم بألسنتنا بأسماء سعودية وأسماء أسر وقبائل معروفة فلا تصدقها مطلقاً، فهذه هي الحرب النفسية وكما قيل بداية الهزيمة هي الهزيمة النفسية قبل العسكرية. يجب أن لا تصدق أي مقطع باليوتيوب ولا تصدق أي تغريدة وأكبر وأخطر من ذلك أن ترسلها لأحد لأن الآخر قد يصدقها لأنها منك، فلنأخذ هذا الأمر بمحمل الجد فعلاً، فآخر ما ترغب فيه أن يخترق وطنك من قبل شباب الوطن بواسطة تفاهات وترهات ونقل أخبار كاذبة. فأخي الشاب لا تجعل من نفسك نقالة يمتطيك الأعداء ليحققوا أهدافهم الحقيرة والإجرامية بواسطتك وأنت لا تدري.
خامساً: قد لا يستغرب ومن الوقت أن يستغل بعض ضعاف النفوس والإرهابيين ذلك علينا من نشر لأخبار مفبركة لعمليات إرهابية محدودة -لا قدر الله- لأن بلادنا مشغولة بما هو أهم وأكبر. ولذلك هنا يأتي كلمات أسد من أسود هذا الوطن الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- عندما قال إن المواطن هو رجل الأمن الأول, ولا شك لأن الظروف الحالية تحتم ذلك، فكل مواطن اليوم عليه مسئولية مضاعفة تجاه أمن واستقرار الوطن. وهذه الحرب والمواقف الصعبة تثبت معادن الرجال والنساء، فلنكن رجال الوطن ونسائه على قدر المسئولية الملقاة علينا جميعاً.
وأخيراً: هذه حرب ولا مجال لاجتهادات أحد، فقم بعملك أو دراستك ودع ما لا يعنيك، وإن رغبت الجهات الأمنية والعسكرية بك فسوف يعلن ذلك ولن يكون سراً، ولكن لا تجتهد فقد تهلك نفسك باجتهاداتك الخاطئة وحساباتك غير الدقيقة، فمن حسن إسلام المراء تركه ما لا يعنيه.
أسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا من كل شر وأن يدمر أعداءنا ويسرع بزوال الحوثيين، ووالله إني لأراه قريباً جداً، فتفاءلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.