فهد الحوشاني
سقطت الدولة اليمينية في يد جماعة معارضة لها أجندة مختلفة ومغايرة لما يطمح إليه الشعب الذي تتخطفه منذ فترة أيادي الفرقة والفتن والجماعات الإرهابية، وهو سقوط يخشى أن يتم بعده تحييد اليمن من منظومة الدول العربية المستقلة لتلحق بدول أخرى لم يعد قرارها مستقلاً، سقطت وأكلت لقمة سائغة عندما تم أكل (الثور الأبيض)! غزا الحوثيون المدعومون من إيران وبمساندة من قوى داخلية اليمن واحتلوا مدنه واحدة بعد الأخرى! قتلوا المتظاهرين والآمنين وهدموا المساجد ودور العلم. عدلوا في مواد الدستور واستبدلوا المسؤولين وجعلوا الرئيس وحكومته تحت الإقامة الجبرية!! فلم يعد يحكم اليمن أهله، واستخدموا أساليب الترهيب والوعيد والخطف! اليمن الآن بلد محتل من قبل جماعة ولائها لـ(قم وطهران)! اليمن الآن ينهار، وهو على مشارف فوضى وكارثة إنسانية بعد أن فشلت مؤسساته عن القيام بدورها، وبعد أن فرض الحوثيون الذراع الإيرانية الطائفية سيطرتهم على دولة لم تجد مقاومة تذكر! ولعله ليس مستغربا أن تتآمر إيران على اليمن الضعيف المتهالك وتحتله - وأن تعلن من طهران سقوط صنعاء كرابع عاصمة عربية في قبضتها كما صرح أحد مسؤوليها، ولكن المستغرب حقا هذا الصمت العجيب للجيش تجاه ما يحصل! والأعجب هو صمت الدول العربية عما تفعله إيران! لقد سقطت صنعاء بيد الفرس بفضل التواطؤ والخذلان!! ما أشبه الليلة بالبارحة! نفس السيناريو يتكرر! غرناطة الأندلس سقطت بيد الإسبان لنفس السبب!! وهاهي غرناطة أخرى تسقط بيد الفرس!! لك الله أيها اليمن.. لك الله يا صنعاء!!
بكى العرب سقوط غرناطة الأندلس ومازالوا، رثوها نثرا وشعرا، ولكنهم حتى الآن لم يبكوا سقوط غرناطة الشرق، رغم أنهم يشاهدونها تختطف وتسبى من محتل أجنبي وتستجير ولا مجير!! لعلهم حتى الآن لم يشعروا بفداحة المصيبة وخورتها عليهم وعلى أمنهم القومي، مما يثير السؤال عن مدى قدرة الإنسان العربي على الشعور بالمخاطر التي تلحق به، بعد أن كانت جملة تقولها امرأة تثير فيه الحمية والنخوة، هل يعود السبب لكثرة ما عاناه من مصائب متتالية؟! أو لأن الضباع تكاثرت على (خراش) فما يدري خراش أيها يتقي!