فهد الحوشاني
عندما سألت إمام الجامع في مدينة هيوستن الأمريكية، لماذا لا أشاهد مسلمين أمريكان يصلون في هذا المسجد؟ قال لي ومين يا بني (يشوف) أفعال داعش ثم يصلي؟ لقد أساؤوا لنا وللإسلام، ثم قال بلهجته المصرية (خربوها الله يخرب بيوتهم)!! إننا نعاني هنا كثيراً من آثار الصورة التي أوصلوها للناس هنا عن المسلمين والإسلام! ولقد توقفت بعد ذلك عند كلمة (يشوف) وقلت انها المفتاح السحري للمساهمة في تغيير الصورة السلبية التي يرسمها الداعشيون عن الإسلام.. فلماذا لا نجعل المواطن الغربي (يشوف) مادة إعلامية مختلفة عما تصدره داعش للعالم، لماذا نترك الساحة الإعلامية لهم ليملؤوها بصور القتل والدماء والهمجية فيعتقد من لا يعرف الإسلام أن تلك أفعالا يقرها الإسلام، والدول العربية والإسلامية لديها القدرة على تنظيم حملة إعلامية مؤثرة توجه للداخل والخارج بطريقة مقنعة وتختلف في محتواها بين ما يوجه للشباب المسلم وبين ما يوجه للعالم الغربي والشرقي، ويمكن أن تقوم به القنوات الفضائية منفردة أو مجتمعة وتقوم به رابطة العالم الإسلامي وغيرها من المنظمات الإسلامية فهذا الآن دورها، إنها حرب نخوضها الآن عسكرياً في ساحات العراق وسوريا مع داعش، لكن الإعلام ساحة أخرى لا تقل أهمية تصول وتجول فيها أفلام داعش ورسائلها الإعلامية حتى باللغة الإنجليزية، لا بد من محو للصورة السائدة الآن وإحلال الصورة الأنقى والأجمل عن الإسلام، من خلال حملة إعلامية معاكسة تبث في الصحف والقنوات الفضائية الغربية خاصة في (السي ان ان والفوكس نيوز)، وإذا كنا قد نظمنا حملة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم جراء الرسوم المسيئة فإننا في هذه المرة بحاجة إلى حملة وبشكل أكثر فعالية لنصرة الإسلام الذي يتعرض لأشرس حملة مسيئة له على مر التاريخ واستغلها كارهو الإسلام والتي جاءت إليهم هدية من الشيطان، في أمريكا وأوروبا يوجد الكثير من المنظمات والمجالس الإسلامية التي يمكن لها فعل الكثير، وأن إنتاج رسائل إعلامية لا تتجاوز الدقيقة تتبرأ من داعش وأنها لا تمثل الإسلام كفيلة بأن توقف سيل المشاعر السلبية التي تترسب في ذهنية الإنسان الغربي وتنزع فتيل الإسلام فوبيا الذي بدأ يشتد أواره، لقد أثمرت حملة داعش في وقف انتشار الإسلام وحاصرت المسلمين في تلك البلدان بنظرات الشك والريبة والعنصرية بل وحصل عدد من الاعتداءات العنصرية ضدهم بعد الشحن الإعلامي الذي استفاد من هدايا داعش!نها مسؤولية الجميع وهي في متناول القدرة والاستطاعة دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.