غسان محمد علوان
بانتهاء الجولة العشرين من دوري جميل السعودي، أصبحت الجولات الست القادمة عبارة عن معارك كروية حقيقية في مقدمة الترتيب وقاع الجدول. واللافت للنظر أن الفارق ما بين الأربعة الأوائل (النصر والأهلي والاتحاد و الهلال) هو سبع نقاط، والفارق ما بين الخمسة في مؤخرة جدول الترتيب (نجران والرائد والخليج والعروبة والشعلة) هو أيضاً سبع نقاط فقط. لذلك نحن موعودون بلقاءات نارية يخسر خلالها من يقتنع بالتعادل كنتيجة في أي من مبارياته القادمة.
فاز الأهلي على النصر، فاقترب من تحقيق حلم راود عشاقه لأكثر من ثلاثين عاماً. ولن تكون الفرصة سانحة للأهلي أكثر من هذا الموسم بسبب تجانس الفريق وعبقرية المدرب ولسهولة بقية مواجهاته الست القادمة التي لن يقابل فيها سوى غريمه التقليدي الاتحاد في آخر جولات الموسم. في حين أن الهلال والاتحاد بفوزيهما الأخيرين على الشباب والخليج جعلا من تحقيق اللقب هدفاً قابلاً للتحقيق متى ما لعبت النتائج الأخرى في صالحهما. أما النصر متصدر الدوري (حتى الآن) فسيواجه لقاءات قوية جداً خارج ملعبه محلياً أمام الاتحاد، وأمام بيروزي الإيراني وبونيودكور الأوزبكي أيضاً على ملعبيهما، بالإضافة لمواجهتين أمام الهلال والشباب دورياً. وتلك المواجهات الثلاث الأولى على وجه الخصوص ستكون مفصلية في مسيرة الفريق لهذا الموسم، وقد تكون سبباً في خروجه خالي الوفاض من البطولتين بسبب اهتزاز نتائجه، وفقدانه لقلب الفريق إبراهيم غالب الذي يوماً بعد يوم يثبت مدى الفراغ الذي خلفه قسراً بسبب الإصابة اللعينة (شفاه الله هو وبقية لاعبينا).
عموماً هي جولات للمتعة، جولات من نار، ومن المؤكد أن ترتيب الدوري بهذا الشكل لن يكون على حاله بانتهاء الجولة الأخيرة منه.
بقايا...
- عمر السومة بلا جدال، هو الصفقة الأنجح في موسمنا الحالي، و الهاترك الذي سجله في شباك النصر كان رداً على أحقاد البعض وخبث نواياهم. أراحنا الله منهم وأبعدهم عن وسطنا الرياضي عاجلاً غير آجل.
- هلال دونيس ما زال يمشي بخطى ثابتة نحو وجه أجمل للهلال، واقعية الأداء وحسن قراءة الخصوم وجودة التغييرات خلال اللقاءات، هي أساسيات تدريبية افتقدها الهلال كثيراً مع من سبقه.
- من قام بإعادة تنسيق ملعب الملز نجح شكلياً وفشل تنظيمياً. فمواقف السيارات تلاشت بعد إعادة تشكيلها، ومواقع بيع التذاكر مقارنة بمداخل الجمهور تحتاج من المشجع لياقة متسابق ماراثون بسبب تباعدها وسوء توزيعها.
- من اعتاد على المحاباة، لا بد أن يصطدم بالواقع ليعلم أن ليس كل من يأتي سيكون على حسب الطلب.
- من المحزن جداً أن ترى الليث بهذا البعد عن مستواه وعن مراكز الصدارة.
- بعض الرحيل داء، وبعضه دواء.
- العودة تعني أن للانتكاسة بقية، فلا تعيدوا الأغلال لمن بدأ بالتمتع بالحرية.
خاتمة...
تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ
عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ
وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ
وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فتطمَعُ
(المتنبي)