الجزيرة - المحليات:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الهيئة بدأت منذ وقت طويل في مسيرة التنظيم الحكومي، وفق المنهج الذي يطبق في إدارة مسارات التنمية الحكومية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -، حيث اعتمدت الهيئة في ضوء توجيهاته - يحفظه الله - منذ تأسيسها منهجية إدارية وضعت تحقيق الأهداف الملموسة وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة أساسا لها، وقدمت مبادرات كان آخرها مشروع التطوير الشامل للسياحة والتراث الوطني الذي يركز على النتائج وفق قدر عالٍ من التنسيق في الجهود بين جميع الشركاء العاملين في القطاعات التي تشرف عليها الهيئة.
وقال سموه خلال رعايته أمس الأول ورشة عمل «الإحصاءات السياحية في المملكة» التي نظمها مركز الأبحاث والمعلومات السياحية «ماس» بالهيئة، في قاعة المملكة بفندق الفورسيزون في الرياض، أن الهيئة انطلقت مبكرا في بناء المنهج الإداري المنظم للقطاع الحكومي النموذجي والمثالي، المبني على التجارب والدراسات والأبحاث العميقة في هذا المجال، حتى أصبحت اليوم واحدة من أقوى نماذج المؤسسات الحكومية التي تعمل بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لما يحقق الأهداف الملموسة التي تؤثر بشكل مباشر في ربط المواطنين ببلادهم وبتاريخها وتؤدي إلى نتائج اقتصادية تتمثل في توفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم وتحفيز التنمية على المستوى المحلي.
وقال سموه أؤكد ما قاله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - قبل أيام في كلمته الضافية، حول توجه الدولة في عملية الاستثمار وهو توجه واقعي ومتابع، ولذلك نحن في الهيئة نؤمن بهذه التوجهات المهمة ذات الاثر في المستقبل الكبير الذي ينتظره الاقتصاد الوطني، ونؤمن أيضا بما قامت به الهيئة، التي اطلقتها الدولة لتكون نموذجا إداريا متطورا في النسيج الحكومي وأثبتت اليوم جدواها وباتت مقصدا لاستنساخ تجربتها الإدارية على مستوى المؤسسات الحكومية وفي العمل الإداري التنموي على المستوى الحكومي»، مشيرا أن الهيئة كانت تدير مئات من العمليات غير المتجانسة، التي أخذت وقتا طويلا لتشتت هذه العمليات في أكثر من عشرين قطاعا من الجهات الحكومية التي وقعت معها الهيئة اتفاقيات التعاون، وهي تجربة إدارية مميزة بكل المقاييس ومهمة لأنها تتناول التنسيق الشامل مع عدد من المسارات التطويرية التي نطمح لها الآن في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، وهو المنهج الإداري الشمولي الذي يعي أبعاد القضايا والتطلع للمستقبل بأفق واسع وهو ما أعرفه عن سيدي خادم الحرمين الشريفين من معاصرتي له في سنين طويلة «.
وأكد سموه بأن تجربة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على مستوى منطقة الرياض ناجحة بكل المقاييس في التطوير الحضري، وتنسيق جهود كثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، ودفعها لأن تنتظم في مسارات موحده، بالإضافة إلى تجربته يحفظه الله في جميع الأجهزة والإدارات التي تولاها، مضيفا:»والآن مع تولي الأمر الأكبر في تنسيق أعمال الدولة فسنلمس ذلك في توجيه الاستثمار والتنمية الاقتصادية».
وقال سموه أنا أقول لمقامه الكريم نحن نحيي هذه التوجهات الرائدة، وأن الهيئة العامة للسياحة والآثار جاهزة اليوم للتطوير الشامل، ومهيأة تماما لإنجاز المهمة، وقد أنجز منها الجزء الكبير سواء في الأنظمة أو القرارات والمبادرات وتنظيم إعادة القطاعات المعقدة بالكامل لتصبح منتظمة أو تهيأت المواطنين، مبينا أننا تعدينا مرحلة تطوير السياحة إلى مرحلة الانخراط في الاستثمار والتنقل وفرص العمل وغيرها.
وأضاف: نعمل بأقصى جهد لتطوير السياحة بوصفها إحدى أبرز أنشطة قطاع الخدمات الذي يعد عصب الاقتصاد وقريبا ستصدر قرارات نلمس كمواطنين أثرها على الخدمات السياحية.
وأوضح سموه، أن الطريق ما زال طويلا لتقديم التنمية السياحية المستدامة من خلال الاستعانة بالأرقام والإحصائيات الواقعية والمنطقية.
وقال سموه نحن نهتم كثيرا بالأرقام ونمحصها، ولا نحتفي بأرقام النجاح فقط بل نستخدمها للتحفيز وزيادة العمل، فالمعلومات السياحية ليست مجالا للتلاعب ولدينا خطوطا للتحقق وتقديم المعلومات الصحيحة والسليمة والأبحاث الرصينة لصانع القرار والمستثمر ولعامة الناس».
وأبان أن التأسيس لصناعات اقتصادية كبيرة لا يأتي بالعشوائية ولا بالمسارات المتشعبة غير المنضبطة في مسار موحد، حيث إن السياحة الوطنية صناعة خدمات وصناعة اقتصادية متكاملة ومنتج كبير لفرص العمل للمواطنين.
وأوضح أن مركز (ماس) أصبح شريكا لمنظمة السياحة العالمية كمركز مميز على مستوى الشرق الأوسط، وقد عمل مركز ماس بالتعاون مع السياحة العالمية على بناء مراكز أخرى في عدد من الدول.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان، على الإصرار بأن تكون المعلومات الإحصائية دقيقة ومن مصدر موثوق ويعتمد عليها، لمراعاتنا الأمانة التي نتحملها تجاه الدولة والمواطنين والمستثمر الذي سيضع أمواله بناء على هذه الإحصائيات، والأمانة الكبرى التي تحملها السياحة لدعم الاقتصاد بوصفها رافدا مهما للاقتصاد الوطني ومحققا لأهداف خطط التنمية، مبينا أن السياحة الوطنية أثبتت أنها قطاع اقتصادي مهم ومنتج وهو أحد القطاعات الواعدة في الاقتصاد الوطني وجاهزة بكل المقاييس، وما صدر من الدولة من قرارات متتابعة كان لها الدور الرئيس في تنظيم العمل، كما أن كل الشركاء داخلين مع الهيئة في شراكات متكاملة ومنظمة، مشيرا أن الهيئة لا تطلق أية مرحلة من مشروع إلا بناء على تجارب وتراكم معلوماتي، مؤكدا أن الهيئة لا تطلق أية مشروع حاليا أو مبادرة إلا من خلال مشروع التطوير الشامل.
وقال سموه أعدنا النظر في كل عملياتنا مع التركيز على إنجاز المهمة خلال الثلاث السنوات القادمة، مبينا أن الهيئة تعمل على تطوير المسارات السياحية من خلال تسعة مسارات أساسية، وتطوير الوجهات السياحية الجديدة وباكورتها مشروع العقير السياحي، وانطلاق الشركات التي صدرت وقريبا انطلاق أول مشروع فندق تراثي على مستوى المملكة تابع لشركة الفنادق والضيافة التراثية.
وفي نهاية الورشة كرم سمو الأمير سلطان بن سلمان المشاركين والخبراء والمؤسسين لمركز الأبحاث والمعلومات السياحية «ماس».