علي عبدالله المفضي
يُعبر الناس أحيانا عن القلوب بإعطائها لونا يميزونها به فيقولون: إن قلب فلان ابيض كناية عن صفاء نفسه وحسن نواياه ورفقه ورحمته بمن هم اقل منه وتعاطفه مع كل الناس، وتجد صاحبه محبا للخير وداعيا اليه، تسعده سعادة غيره ونجاحه وتقدمه وفرحه بقدرفرحه لنفسه، وقد جاء عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قوله: (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه) وقد نلتقي بمن يعتصر ألما لأحوال مؤلمة تمر بها امة او شعب او جماعة او فرد ويبذل من نفسه الغالي والنفيس لرفع الالم والظلم عمن سواه وربما قاسم غيره الراحة والمال وساوى غيره بنفسه واحس بالتقصير فهنيئا لأهل القلوب البيضاء بقلوبهم ومشاعرهم المتدفقة حبا وعطاء وإنكارا للذات ليسعد الآخرين.
ويقال احيانا ان فلانا (قلبه خضر) وايامه ربيع لاينتهي كناية عن ميله الى الهوى ورهافة الحس والتعرض اكثر من غيره لرياح العشق والهيام، ونجد ان ذلك يطلق أكثر على من يتداول الاشعار الرقيقة وتهزه أبيات الغزل اكثر من غيرها وينجذب الى الجمال ومواطنه بشكل لافت، وقد التقيت بمن تبكيه قصيدة وشاعر يعيش حالة عشق تمتد لأكثر من اربعين سنة اذا قال قصيدة من قصائد صباه بكى وإن كان المجلس الذي يقول فيه القصيدة مليء بالناس.
*وقفة -دعوة (اللهم يامقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك)
*وقفة اخرى- من شواهد الوان القلوب يقول احد الشعراء:
مجانين البياض قلوبنا تضحك ولاترتاب
ولو شمس الهجير تذيب املنا في مرابعنا
نفيض اخلاص نعطي من محبتنا بدون حساب
نحسب الناس كل الناس نسخة من طبايعنا
نرش الدرب للنشوان ولعينه نصير اهداب
ونبكي لابكى المجروح حر بكاه يدفعنا
نحب النور لاجل النور, لو نور النواظر ذاب
تحملنا عنانا لو غرقنا في مدامعنا
نعيش اغراب بين الناس وان متنا نموت اغراب
وتنسانا العيون اللي لجل سلوانها ضعنا
ويقول شاعرآخر:
يابعد عمري صد عني بعينك
قلبي خضر والزين حباس الأنفاس
وش تستفيد إن مت بأسباب زينك
القلب لحم ودم وشعور وإحساس