عبد الاله بن سعود السعدون
تشهد ساحة العمليات العسكرية المشتركة لتخليص محافظة صلاح الدين خليطا من القوات العسكرية مرتكزها ما يسمى بالخبراء الإيرانيين بقيادة (الحاج قاسم سليماني) وجحافل المليشيات الشيعية المنظمة تحت تشكيل الحشد الشعبي الذي تأسس تلبية لنداء المرجع الشيعي السيد السيستاني وبعد أن أضاع المالكي هيبة وسمعة الجيش العراقي ذي المواقف البطولية في تاريخه العسكري الذي أذاق جيوشا جرارة كأس الندم والسم في الحروب العربية الإسرائيلية وأخيراً قدم ملحمة البطولة والعزة في حرب الثماني سنوات مع إيران وأذاق الفرس كأس الهزيمة السم الزعاف. وتغلب المد الطائفي على حب الوطن وبتصريح العمالة الخائنة للولاء لإيران من بعض قادة المليشيات الطائفية بإعلان وبفخروقوفهم ضد الجيش العراقي لو حدث افتراضاً حرب بين العراق وإيران !!!!
اليوم قاسم سليماني يقود معركة (تحرير) تكريت كما يطلقون عليها ولا أعلم أي مسبب يدعو سليماني وإيران لنصرة أهل تكريت وهم أشد أعدائهم مذهبياً لكونهم من أهل السنة ويرفضون الوجود الإيراني على أرضهم ويعتبرونه خيانة وطنية ونوعا من التدخل المخل بالسيادة العراقية الوطنية، وما يبرره أركان الحكومة والكتل السياسية الشيعية بالاستعانة بالخبرة الإيرانية أمراً عادياً لمحاربة الإرهاب ونسوا وتناسوا اعتذاراتهم لتقديم العون العسكري من أشقائهم دول الجوار العربي والتي عرضت استعدادها لتقديم الخبرة والعون الآلي العسكري للقوات العراقية والسبب الحقيقي لتجنب العون العربي من أعوان إيران لخشية تقديم هذا العون لحماية أشقائهم من أهل السنة وليستفرد قادة المليشيات الفارسية بهم بعد طرد داعش ومن ثم إنهاء معارضة الحراك الشعبي السني الرافض للوجود الإيراني على التراب العراقي، وتصور معي أخي العربي المصير الانتقامي الفارسي للقبائل العربية في تكريت مثل البوناصر والبونمر والبوعجيل والبيكات والدليم وكلهم أهل الرئيس صدام وأبناء عمومته، وهذا ما يخيف كل عربي من انتقام وحقد الجلاد سليماني لهم ناهيك عن تدمير المدينة التي كانت عصية على السياسيين من أتباع المالكي والتكتل المؤيد لإيران....،إن الأهمية الجيوسياسية لمنطقة تكريت لدى سليماني وأتباعه تنبع من فتح الخط الجغرافي وتأمينه بين العراق وسوريا وتحقيق ما يسمى بالهلال الشيعي الممتد من طهران مروراً ببغداد الرشيد وانتهاءًً بدمشق ولتصل سلطتهم سواحل البحر الأبيض الدافئة وكسب موقع استراتيجي هام من باب المندب حتى الساحل السوري والخيال الأزرق بإقامة إمبراطوريتهم الفارسية.
التدخل الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يكتفي بالطلعات الجوية والتي لم يثبت فعاليتها الميدانية ولا يغير معها الوضع العسكري على الأرض وتكرر التصريحات لمسئولين أمريكيين من العسكريين والدبلوماسيين بأن القضاء على داعش يحتاج للمزيد من الوقت ولأكثر من ثلاثة أعوام والتأكيد على التخوف الأمريكي الدائم من تزايد النفوذ الإيراني في صفوف القوات العسكرية العراقية والاستغراب الأمريكي من الاختيار الإيراني للهجوم على محافظة تكريت أولاً دون اتخاذ أي إجراء وعون عسكري أمريكي للقبائل العربية التي طلبت من الحكومة الاتحادية في بغداد والسلطات الأمريكية أسلحة حديثة ومعدات قتالية للمشاركة في الخلاص من مرتزقة داعش بل تركهم عزل أمام انتقام داعش من جهة والمصير المجهول لها في حالة سيطرة القوات الفارسية والخشية المتوقعة بحدوث مجازر وحشية لانتقام مليشيات سليماني من أهل تكريت من جهة أخرى..،للعراقيين من أهل السنة تخوف مشروع وريبة عميقة من توافق المشروع الأمريكي والإيراني نحو مستقبل الدولة العراقية وما يؤكدها مؤشرات وتداعيات المفاوضات المستمرة بين الجانبين حول الملف النووي الإيراني والاتفاق النهائي حوله وبالتالي إطلاق يد إيران في
العراق.
الهوية العربية في العراق الشقيق مهددة بالطمس والاغتيال القومي واستبدالها بالهوية المذهبية الطائفية وتعريض شعبنا العربي العراقي الصابر لمجازر الفوضى الانتقامية من مليشيات غير ملتزمة وصفها القائد مقتدى الصدر رمز التكتل الصدري الشيعي بالوقحة.. الموقف العربي تجاه نصرة شعب العراق دون منزلة التفاعل الجاد مع الأحداث الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها الساحة القتالية الملتهبة في الجارة الشقيقة والمهدد شعبها بالتهجير والإبعاد والانتقام الجسدي بين قوتين كلاهما لا ترحمه داعش الإرهابية والمليشيات المنتقمة، وأمام هذا الوضع الخطير ينتظر الشعب العراقي العربي من أشقائه النجدة والإنقاذ وألا يترك وحيداً مع الضياع لمصيره المذل والذي ينتظره من السليماني ومليشياته الحاقدة بعد رفعهم لشعار الإمبراطورية الفارسية واختيار بغداد الرشيد عاصمة لها أثر التهام التشيع الإيراني العراق والشام معاً..
فهل من صحوة عربية شجاعة توقف التسونامي الدموي الإيراني وتعيد للعراق هويته الوطنية وانتماءه العربي.