د. خيرية السقاف
في المجتمع البشري السوي فإن عيار النجاح، والتفوق هو البذل الفردي،..
والكفاح الذاتي..،
إذ لا أحد يقف مكانه، وينتظر من يقدمه..، من يرفعه، من يظهره..
لا يُعوَّل على أي نوع من الجاه في حوزة الفرد، لأنه خاص به لا سلمة لأفعاله، ومنصاته..،!
فالجاه الغالب في المجتمعات الواعية المتقدمة هو سعي المرء لمنجزه الذاتي في الحياة..
لأنه المحك الأوحد الذي يصنعه من يحرص على الاكتساب، بوصفه محصلة للبذل الدؤوب الجاد المُنْتِج....
فيسعى من ثم بهذا لتحقيق مكاسبه في نتائج كفاحه..
تلك هي مقومات تقدم الفرد في المجتمع الناضج..،
وتلك هي دعامات حرزه المواقع المشتهاة، في سدة البروز، والتفوق، والتقدم، بمنتهى الثقة..!!
يحدث هذا في شؤون الحياة كلها، ومع الناس جميعهم..،
لا مفاضلة إلا بالجهد، ولا تمايز إلا بالمنجز..
لا أكتاف تَحمل أحداً..،
لا كفوف تدفع عاجزاً..،
لا سلالات تبرز متقاعساً..،
وفي مختصر العبارة لا «مجاملات «،..
لا « محسوبيات»،..
لا « وساطات»..
أما شفيع المرء فهو عمله، وبرهانه منجزه..!
ترى لو وضعنا هذا المحك، في ميزان الشعوب العربية تحديدا في مجتمعاتها الراهنة،
هل ينطبق على البارزين فيها جميعهم هذا المعيار..؟!
وهل يفحص المنجَز قبل براءته..،
ويُمتحن البارزُ في مقوماته..؟
ويكون صراط النجاح ذاتياً يؤهل صاحبه من العبور؟
أو يوقفه للعمل الذي يؤهِّله فيما بعد، لما بعد العبور من مكاسب النجاح......؟!
فإن لم يكن شيئاً من هذا إلا في الندرة من الناس الذين يحرصون على شفافية منجزهم، وبراءة محكاتهم..، وصدقهم مع أنفسهم..، وإخلاصهم لقيمهم..،
فلا أقلَّ من تدريب ناشئة مجتمعاتهم على الصدق مع الذات..، والجدية في المكتسبات..،
قبل الوقوف عند محك سؤال صراط النجاح المحرج،..
عن محتوى المحصلة..،
ونوع النتائج..!!