أ. د.عثمان بن صالح العامر
مضامين عديدة شملها خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - وفقه الله - للمواطنين والمواطنات.. الأبناء والبنات.. الإخوة والأخوات.. مساء يوم الثلاثاء الماضي 19-5-1436 للهجرة، ومع أن هذا الخطاب الشامل والمتكامل له أهميته ودلالاته العميقة خاصة في وقتنا الراهن فإن كلاً منا يقرأه ويأخذ من مفرداته الأكثر أهمية وحضوراً في ذهنه، تلك التي يرى فيها مساساً مباشراً بالواقع الذي يعايشه صباح مساء.
لقد وقف حفظه الله مدافعاً عن حقوق المواطنين جميعاً بلا استثناء، حين أعلن أمام الملأ وعبر وسائل الإعلام المختلفة وبحضور أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة أنه رعاه الله «... وضع نصب عينيه مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة... وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين...»، «... فكل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى»، ليس هذا فحسب بل نص مباشرة على هذا القطاع المفصلي المهم حين قال: «وفي مجال الخدمات، سنعمل على تطوير أداء الخدمات الحكومية، ومن ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء المملكة، بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا».
معالي وزير الصحة المبجل
لقد ذكّرَنا خادم الحرمين في ثنايا خطابه هذا بعظم المسئولية وثقل الأمانة، وأكد بكل جلاء ووضوح موجهاً القول لكم أصحاب المعالي الوزراء والمسئولين في مواقعكم المختلفة «أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا»، وجزماً اطلع معاليكم الكريم خلال الأيام الماضية على التقارير والدراسات، والشكاوى والاتصالات التي تعكس شيئاً من الحقيقية الجاثمة على صدور ساكني هذا الجزء من وطننا الغالي. وللأمانة والتاريخ فقد نقل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير المنطقة معاناة حائل لمن سبقك من أصحاب المعالي، وتحدث عن وضع الخدمات التي تقدم لنا نحن الحائليين في أكثر من مناسبة وعلى جميع الأصعدة ولكن..؟!.
الأمر الذي دفعه وفقه الله لمباركة ودعم وتشجيع وتبني المبادرة التي أبدعها، وصاغ مفرداتها، وبنى تصورها جمع من أبناء المنطقة المتخصصين ورجال الأعمال الخيرين وعدد من مسئوليها المهتمين، فكان «برنامج الأمير سعود بن عبد المحسن الطبي التطوعي» محاولة من هؤلاء المبادرين لمواجهة النقص الحاد في الكادر الطبي المتخصص في منطقة حائل، الذي كان له تأثيره المباشر في تدني الخدمات الصحية المقدمة للمواطن والقاطن فضلاً عن الزائر والعابر، التي كانت محل مطارحة ونقاش واسع عبر وسائل الإعلام المختلفة منذ زمن ليس بالقريب، وما زالت وستظل هي حديث المجالس والمنتديات الخاصة والعامة حتى يغير الله الحال.
إن المشاريع الصحية المتعثرة، والكوادر الضعيفة، ونقص الخدمات، قوبل كل هذا من قبل من سبقك من الوزراء بالوعود والعهود والأماني والأمنيات، ولكن سرعان ما يعود بنا الحال إلى المربع الأول الذي لا يسرّ!!!، فهل سيكون على يديكم بعد عون الله وتوفيقه ثم دعم ومؤازرة صناع القرار ومتخذيه - مالياً ووظيفياً - الانتقال بنا إلى الوضع الذي يتطلع له ولي الأمر وقائد الأمة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، وينشده وينتظره ويمني نفسه به كل مواطن ومواطنة، مقيم ومقيمة، شيخاً كان أو شاباً أو حتى فرطا لم يرَ نور الحياة بعد، ذكراً هو أو أنثى، يسكن هذه المنطقة.
صاحب المعالي.. بصدق ليس لنا بعد الله إلا أنتم والأمل بالله ثم بكم كبير، وفقكم الله وسدد على الخير خطانا وخطاكم، وما ننتظره منكم أن يكون الجواب «ما نراه لا ما نسمعه». دمتم بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، وتقبلوا جميعاً صادق الود وإلى لقاء والسلام.