السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت في عدد الجزيرة رقم 15443 في 18-3-1436هـ ما كتبه الأستاذ محمد بن عيسى الكنعان تحت عنوان: «أزمة خطاب في جدل الحجاب» وتعليقاً عليه أقول: يعتقد الأستاذ محمد الكنعان بأن في مجتمعنا فكرين متضادين هما الفكر الديني والفكر الليبرالي، وأن الجدل الجاري بينهما بخصوص وجوب تغطية وجه المرأة المسلمة وكفيها أو جواز كشفهما يخضع لهذين الفكرين، وهذا غير صحيح لأنه لا يُوجد في مجتمعنا فكرٌ ليبرالي، ولكن يُوجد فكران اجتهاديان مختلفان في الرأي على مسألة فرعية خلافية ليست وليدة اليوم، ولكن الجدل والاجتهاد واختلاف الرأي فيها من عهد الصحابة الكرام والتابعين وتابعيهم وإلى يومنا هذا، واختلاف الرأي في مسألة فرعية خلافية لا يفسد الود والمحبة بين المسلمين، ومرد الحكم فيها إلى الله ورسوله، قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} سورة الشورى (10)، وقال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} سورة النساء (59)، فمرجع جميع المسلمين عند اختلافهم في الاجتهاد والرأي، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
محمد بن عبد الله الفوزان - محافظة الغاط