اطلعت على مقال الأستاذة ناهد سعيد باشطح في صحيفة الجزيرة بتاريخ 22 ربيع الأول 1436هـ الذي بعنوان لماذا يفاجئنا البرد ؟ وكان مقالاً وافياً المهم فيه هو التطرق إلى الجانب المجتمعي في سلوكنا العام، فنحن أكثر المجتمعات التي تعيش الحالات الطارئة بشكل مستمر ومتواصل، فمثلاً كلنا يعرف متى يبدأ شهر رمضان ومع ذلك فإننا لا نتوجه إلى الأسواق إلا قبل يومين، وبعضنا قبل ساعات من دخول الليلة الأولى من الشهر الفضيل، وهكذا هي مواسم الأعياد والمدارس والإجازات، وهذا سلوك مجتمعي عميق في مجتمعنا الذي يجد أن كثيراً من الأسواق بالقرب منه وأغراضه في متناول يديه متى هو شاء، وهذا فعل خاطئ ومتكرر في الأسرة السعودية والخليجية عموماً.
هذا السلوك المجتمعي هو الذي يساهم بشكل مباشر في انتهاز التجار لكسل المواطنين المتأخرين في قضاء حوائجهم، وهو الذي يساعد ضعفاء النفوس من تسويق المنتجات الرديئة نظراً لقابلية المتسوّقين لأي ما يمكن أن يسد حاجة المناسبة، وهو ما لا يتنبه له المتسوّق إلا بعد استخدام ذلك المنتج.
عمق المشكلة تحتاج إلى وقفة من المختصين في الشأن الاجتماعي، وتحتاج إلى توعية إعلامية مكثفة لمعالجة خصلة من الخصال التي يجب أن تنتهي عند هذا الحد، فالفوضوية الاجتماعية مؤثّرة في كثير من تفاصيل حياتنا الدقيقة.
منال الأحمدي - الرياض