سعد الدوسري
قبل ثلاثة أسابيع، اختتمَ المهرجانُ السعودي للعلوم والإبداع فعالياته. وقبل أسبوع، شهدنا ختام وتوزيع جوائز مهرجان الأفلام السعودية. وغداً، يفتح معرض الكتاب أبوابه للجمهور. وسوف تسهم هذه الفعاليات، بلا شك، في رفع مستوى الوعي والتحصيل والإبداع، لدى الأجيال الشابة من الجنسين، وستتيح لهم تبادل تجاربهم الشخصية والالتقاء مع الأجيال التي سبقتهم في مختلف الميادين.
ما يحتاجه هؤلاء الشباب، هو أن نقدم لهم الثقة التامة والتشجيع الكامل، وألاّ نبخل عليهم بكل ما يحتاجونه من حواضن لأفكارهم الجريئة، وللقاءاتهم المباشرة، ولتجاربهم الجديدة والمبتكرة. وإن لم نفعل ذلك، فإن مثل هذه الفعاليات، ستكون مجرد واجهات تنموية، يُراد منها مكاسب شخصية للمسؤولين عنها، لكي يُقال في وسائل الإعلام، إن ثمة جهودا لتنظيم نشاطات سنوية، وأنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان. ومثل هذا المنطق لمثل هؤلاء المسؤولين، سيتسبب في جعل وعي وتحصيل وإبداع شبابنا، يذهب في خبر كان!
كلنا نتفهم تخوف البعض من تداول الآراء والأفكار، وقلقهم من أن هذا التداول قد يمس معتقداتنا وقيمنا، فهل لهذا التخوف والقلق مبرر وجيه؟! وهل سبق أن تسبب هذا التداول في إفراز تجارب ضد الهوية وضد الدين؟! طبعاً لا، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك. فكم من تجربة أدبية أو سينمائية حديثة، ولكنها تدافع أول ما تدافع عن الأصالة والموروث والعقيدة.
المسألة تحتاج إلى تسامح وصبر وحسن نية، والحَكَم في النهاية هو النتاج؛ سننتظره إلى أن يصدر، ثم ننتقد ما جاء فيه، بكل حرية.