سعد الدوسري
يفترض أن يكون الابن قادراً على أداء دوره كابن. يفترض أن يكون الزوج قادراً على أداء دوره كزوج.
يفترض أن يكون الأب قادراً على أداء دوره كأب.
هل كل صاحب دور يؤدي دوره؟ ومن يحاكمه إن لم يؤد هذا الدور؟ وبالمناسبة، لماذا لا يكون هناك سؤال عن دور المرأة في صناعة الفرق؟ هل هذا تقليل من شأنها في هذه الصناعة؟ أم لأن الصناعة ذكورية أصلاً وفصلاً؟ هذه الأسئلة تذهب كل يوم للأفق وتعود منه، ويبقى أننا أمام حالة تربوية لا تبقي ولا تذر!! هناك حجم هائل من الفوقية ومن الوعظية، ما يجعل الهدف كارهاً كل ما له علاقة بالإجابة على هذه الأسئلة.
ولو أننا حاولنا أن نخلق مناخاً متطوراً، هو متخيل في النهاية، فإن الشخص الجريء الجريئة سيسقط في فخ الإعدام! لماذا لا يؤدي الأب دوره؟؟ لماذا يدفع الابن ثمن جهل أبيه لآلية أدائه لدوره؟؟ لماذا يعيش الزوج معزولاً عن زوجته؟ لماذا لا يصارحها بأنه يعيش عزلة بدونها؟ لماذا يحملها مسؤولية عجزه؟ أسئلة، أسئلة، أسئلة، لكن لا أجوبة.
الجواب الحقيقي هو أن كلاً من عناصر المجتمع تؤدي أدواراً ليست أدوارها، فتجد الأخ يؤدي دور الأب، والأخت تؤدي دور الأم، والأب يؤدي دور المعلم، والابن يؤدي دور السائق، والزوجة تؤدي دور الخادمة، والجميع في النهاية لا يجيد الدور الذي يقوم به، لأنه في الأساس ليس دوره.