واشنطن - مونترو - وكالات:
أكدت الولايات المتحدة أمس أنها ستواصل التصدي بحزم لأي محاولة من إيران لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط حتى وان تم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، في إشارة إلى الاتفاق الذي يريد الرئيس الأمريكي باراك اوباما إبرامه مع طهران بحلول نهاية مارس.
جاء التأكيد الأمريكي أمس متزامنا مع تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أمام الكونغرس الأمريكي بما وصفه بالاتفاق (السيئ جداً) حول الملف النووي الإيراني، معتبراً ان الجمهورية الإسلامية تشكل (تهديداً للعالم بأسره) . وهو الأمر الذي اعتبره الرئيس الأمريكي ليس بالجديد.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في مونترو بسويسرا ان الولايات المتحدة (بمعزل عما سيحصل في الملف النووي، سنواصل التصدي بحزم لتوسع إيران في المنطقة ولعدائية إيران في المنطقة).
وقال المسؤول للصحافيين (لا تستطيع ان تقرأ في المفاوضات النووية أي نوع من القرار حول أين يمكن ان تسير العلاقات الأمريكية مع إيران في المستقبل) . وقال: إن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع حليفاتها من الدول الخليجية ذات الأغلبية السنية للمساعدة في بناء أمنها وقدراتها للدفاع عن مصالحها. وأضاف (من الواضح ان الدول الخليجية تراقب المفاوضات بدقة بالغة، ولديها سبب مشروع في رغبتها في ان تفهم بشكل أفضل ما الذي نحاول تحقيقه).
وكان بنيامين نتانياهو قد صب جام غضبه أمس على إيران محاولاً استمالة إدارة الرئيس الأمريكي. ففي خطاب تاريخي في الكابيتول يأخذ شكل تحد للرئيس أوباما استهجن نتانياهو ما وصفه بأنه (اتفاق سيئ جداً) مشيراً إلى مخاطر حصول سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وألقى نتانياهو خطابه الحماسي أمام الكونغرس فيما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجري محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في سويسرا حول الملف النووي الإيراني بهدف التوصل إلى اتفاق قبل المهلة المحددة في 31 مارس.
وعدّ نتانياهو الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إيران والقوى الكبرى سيترك إيران مع برنامج نووي واسع النطاق ولن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية، معتبراً ان الاتفاق سيؤدي إلى سباق على الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقال نتانياهو (الاتفاق سيتيح بقاء البرنامج النووي الإيراني بدون تغيير، ستتمكن إيران من امتلاك السلاح الذري بسرعة فائقة. وخلال سنة فقط، بحسب التقديرات الأمريكية).
بدوره عدّ اوباما أمس أن (لا جديد) في الخطاب المثير للجدل الذي ألقاه نتانياهو أمام الكونغرس ، موضحاً انه لم يقدم بديلاً قابلاً للتطبيق حول الملف النووي الإيراني. وأضاف من البيت الأبيض ان نتانياهو (لم يقدم بديلاً قابلاً للتطبيق. لم نتوصل إلى اتفاق بعد. لكن إذا نجحنا فسيكون ذلك أفضل اتفاق ممكن مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي) . وتابع (من المهم ان يبقى تركيزنا على هذه المشكلة. والسؤال الرئيسي هو كيف بإمكاننا منعهم من الحصول على سلاح نووي).
ونددت إيران أمس بما وصفته بـ(أكاذيب) نتنياهو أمام الكونغرس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم تنديدها بـ(استمرار أكاذيب نتنياهو التي تتكرر وأصبحت مملة حول الأهداف والنوايا خلف برنامج إيران النووي السلمي) . وأكدت أفخم ان خطاب نتنياهو (مؤشر على الضعف والعزلة القصوى للمتطرفين حتى داخل أولئك الذين يدعمون إسرائيل).