سامى اليوسف
يتجدد تميز «السكري»، وهو الاسم الذي ارتبط بمنطقة القصيم، وبنادي التعاون الذي قلب الطاولة على رأس غريمه التقليدي في بريدة في دقيقتين، وبهدف قاتل ثان، وأعقبه بثالث كان بمثابة رصاصة الرحمة على جواد الرائد في واحد من أكثر دريبيات الكرة السعودية تشويقاً وإثارةً.
تميُّز التعاون، وتفوقه لم يأتِ وليد دقائق مجنونة، بل جاء نتيجة عمل منظم على مدار سنوات، وتعاقدات فنية واحترافية ناجحة دعمت الاستقرار الفني للفريق، ومنعه من الاهتزاز في حال رحيل مدرب، وكان قبلها المجلس التنفيذي للنادي قد دعم الاستقرار الإداري، وهو الجانب المهم في مجال العمل في الأندية السعودية التي تجلس مجالس إداراتها في الغالب على فوهة بركان خامد قد يثور في أية حالة من الغضب تنتاب الجمهور.
مدرب يعرف إمكانات لاعبيه جيداً، مغامر، ويمتاز بالقراءة الفنية الدقيقة لخصومه، ويتضح هذا من خلال التشكيل، والتغيير، بالإضافة إلى كتيبة من اللاعبين المميزين سواء الأجانب في مختلف المراكز، أو المحليين الذين استوعبوا طريقة مدربهم، ويتمتعون بخاصية الانضباطية العالية الجودة.. وبدعم كبير من جماهير وفية، وعاشقة.. كل هذه العوامل تُصنّف التعاون في رأيي من الفريق الثقيلة فنياً، والتي لا تستسلم، أو تخسر بسهولة.
نبارك للتعاون التميّز مجدداً، ولمجلسه التنفيذي، وادارته، وجماهيره الفوز الثمين على الجار والغريم التقليدي، ونبارك لأنفسنا كرياضيين بزوغ نجم اللاعب الشاب إبراهيم الطلحي الذي كان نجم الدربي الأول بحضوره اللافت في الملعب، وخارجه.
رسالة لكل رائدي
الخسارة في كرة القدم ليست نهاية المطاف، وحتى إن جاءت من الجار، أو المنافس التقليدي في دربي.. فالخسارة يجب أن لا تُلغي نجاحات المدرب بريس السابقة، وجهود الإدارة، وتضحيات اللاعبين، فهؤلاء جميعاً هم من قفزوا بالرائد من قاع الترتيب، وفي الرصيد نقطة يتيمة إلى 15 نقطة في فترة قياسية.
ولعلي أوجه رسالة إلى كل مشجع رائدي صميم ومخلص ووفي.. مسؤولاً كان أم مشجعاً: « اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل شجعت الرائد من أجل أن يهزم التعاون؟
- هل الخسارة من التعاون هي نهاية المطاف؟
- هل مقياس عمل الإدارة والمدرب وجهد اللاعبين عندك الفوز على التعاون؟
إذا كانت الإجابة على هذه الأسئلة لديك بـ»نعم» فاترك عنك تشجيع الرائد، واذهب إلى مدرج التعاون، فالرائد غني عنك وأمثالك وهو غني برجاله المخلصين والأوفياء الذين لا تراهم ولا يعرفهم الرائد إلا في أوقات شدته.. فالمشوار لم ينته بعد».