سامى اليوسف
لا تصدقوا أن رئيساً لناد سعودي من الدرجة الممتازة، أو تلك التي تلعب فرقها الكروية فيما يُسمى بـ»دوري المحترفين» يغادر كرسيه طواعية، وعن طيب خاطر بعد أن يقول لجماهير ناديه وأنصاره: « أتممت فترة رئاستي، وهذه إنجازاتي، وسلّمت النادي لمن يأتي من بعدي بلا ديون ترهقه، وفرقه وألعابه في المقدمة ترفل بثوب الاستقرار الفني والإداري، واللاعبون ينعمون براحة البال». هذا ضرب من الخيال، ومن يدّعي أنه استقال بطواعية وطيب خاطر فهو من غير ريب كاذب، ومراوغ ومن يصدقه فهو واهم.
بالمناسبة استقالة الرئيس أعلاه تأتي لسببين: إما الجهة الداعمة التي أحضرته، وقدّمته للمشهد الرياضي قرَّرت استبداله، أو نضب معينه المالي.. وإما أنه أُجبر مكرهاً على مغادرة مقعد الرئاسة بسبب جمهور ناديه لفشله وسوء نتائجه، وهذا عادة يحدث في الأندية الكبيرة ذات الشعبية الجارفة والمدرج الحكيم والواعي المدرك لحجم ناديه وتاريخه وسقف طموحه وإمكانات فرقه، والذي لم تزل قبضته عن مصالح ناديه ومكتسباته ولم تضعف يوماً، ولا يشعر أبداً بالاكتفاء من حصد الألقاب عاماً بعد آخر.
في كل الأحوال يجب أن نقول للراحلين: «شكراً»، ولكن بعد أن نحاسبهم.. وهنا بيت القصيد.. والسؤال المهم: من يحاسب رئيس النادي؟ وما دور الجمعيات العمومية للأندية في هذه المحاسبة والمراقبة؟
يأتي الرئيس مفعماً بالوعود، ويطلق المزيد من الشعارات على نحو موصول، وهو يوزع ابتسامات عريضة في مقتبل فترته الرئاسية، ولأننا عاطفيون.. وبعضنا يمارس سذاجة مفرطة نصفق ويصدقون.. لا نراقب بحذر، أو نداوم على السؤال المشروع أو حتى نستعير بعض من الأسئلة الخمسة: من، ومتى، وأين، ولماذا، وكيف؟.. تنقضي السنوات سريعاً بلا منجز يذكر.. بل بهدر مالي بشع.. وإضاعة مكتسبات وحقوق.. وتبخر لوعود اكتشفنا أنها زائفة لكن بعد فوات الأوان.. ومستقبل مجهول، ومخيف ثم تنقطع صلة الرئيس بالنادي إما في معمعة الموسم وعزه، أو والخزينة تئن من وطأة الديون المتراكمة، وهناك فرق ضاع مستقبلها، ولاعبون تم التعاقد معهم وتحولوا إلى شيء من البطالة المقنعة بحيث تراه في غرف العلاج أكثر مما تراه في الملعب الذي جُلب من أجل أن يحرثه.. بخلاف حقوق والتزامات مالية معلقة لجهات ذات علاقة أو لمحترفين ومدربين أجانب، وعاملين لا حول لهم ولا قوة.
هنا حري بنا أن نجدد السؤال في أناة من يحاسب سعادة الرئيس الذي رحل وترك الأمور معلقة، ولم يف بوعوده، وأغرق النادي بديونه.. رحل ولم يعد يبالي بالنادي ومن تركهم بلا حلول!
كيف نفعّل دور الجمعيات العمومية للأندية على أرض الواقع؟ وكيف نراقب مداخيل ومصروفات الأندية؟ ونحاسب من يقوم بفعل الهدر المالي لمقدراتها ومكاسبها بدون وجه وبصلاحية مطلقة لا تخضع لمراقبة أو مساءلة؟
فواصـل
) أعرف رئيس ناد ما زال يمارس ذات السياسة التي كان ينتهجها منذ 30 عاماً في إدارته، وخاصة في التعاقد مع المدربين وإقالتهم، وكذلك اللاعبون المحليون أو الأجانب.
) هل شاهد أحدكم مشجعاً هلالياً يرفع علماً لبونديكور في مدرج الفريق الأوزبكي أول من أمس؟ وهل قرأتم تغريدةً لأي من الإعلاميين الهلاليين يتمنى فيها خسارة النصر أو يعد بنحر الحواشي لفوز الأوزبك؟.. إن لم تروا أو تقرأوا فاعلموا أن الفارق يكمن في درجات الثقافة والوعي.. هذا هو الواقع.
) تهدر حقوق الأندية في دوري جميل عبر لجنتي التحكيم والانضباط على نحو موصول ومستفز للجماهير.. دون أي بادرة أمل من تدخل مسؤول تطمئن الأندية وجماهيرها على حفظ ما تبقى من حقوقها.
أخيراً،،،
عندما تتابع القنوات التي تنقل حصرياً مباريات دوري أبطال آسيا تتحسر على واقع الناقل الحصري لمباريات دوري جميل، وتعرف الفرق بين العمل الاحترافي القائم على أصول مهنية وبين اجتهاد المشجعين القائم على أساس الانتقائية.