محمد الشهري
** الالتفاف الشرفي الكبير لمجموعة نخبوية من رموز ورجالات الهلال على أثر استقالة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مساعد من رئاسة النادي، إنما جاء ليمثل، بل يؤكد أحد الدروس والأسرار الهلالية التي ظلت وستظل - إن شاء الله - تقف خلف شموخ وعظمة كبير آسيا وزعيمها.
** بل لا أبالغ إذا قلت إن ما حدث يوم الخميس داخل أروقة النادي، وما تمخض عنه، إنما يمثل صفعة قوية على جبين كل من عمل وراهن على انهيار الصرح الشامخ، وعلى جبين كل من راهن وعمل على إيجاد فجوة عميقة بين (شبيه الريح) وبين عشقه الكبير.
** بطبيعة الحال لا يمكن للهلال أن يكون استثناءً من وجود بعض المشكلات والأزمات الطارئة بين الفينة والأخرى.. غير أنه ظل استثناءً في كيفية حل مشكلاته وتجاوز أزماته (بفضل الله) ثم بفضل حنكة وبُعد نظر رجالاته الذين توارثوا هذه الثقافة جيلاً بعد آخر، وبذات الكيفية من تشرّبهم لمعاني التضحيات لصالح عشقهم.. لهذا ظل الزعيم متربعاً على القمة دون منازع.
** والشاهد على ذلك هو الدرس البليغ الذي قدمه وجسده (الرمز الكبير) الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو يسلّم الكرسي الرئاسي، والمتمثل بتكفله بتحمل التبعات المالية المترتبة على إقالة الجهاز الفني المقال، فضلاً عن تكفله بتحمل أعباء التعاقد مع الجهاز الفني القادم، مع تعهده بالاستمرار في دعم عشقه.. وهذا لا يحدث إلاّ في الهلال، ولا يحدث إلاّ من قامة بمواصفات (شبيه الريح).
** لهذا نقول لرجالات الزعيم ورموزه: الحذر، ثم الحذر، ثم الحذر، من التراخي مستقبلاً كما حدث في الآونة الأخيرة، فالمتربصون كُثر، وأجزم بأنكم لستم بحاجة إلى من يعرّفهم لكم.. بقدر الحاجة إلى من يذكركم بأن الفريق لا تعوزه مقومات النهوض من كبوته، فهو يزخر بعدد وافر من العناصر المميزة القادرة على إعادة الأمور إلى نصابها، فقط هم بحاجة إلى القائد الإداري القادر على استنهاض قدراتهم.
** ونقول لعشاق وجماهير الزعيم الوفية: الكرة الآن في مرماكم فما أنتم فاعلون؟.
** وإن كان هناك من كلمة للأستاذ محمد الحميداني فلن تزد على الدعاء له بالتوفيق في مهمته الكبيرة.
** أما (شبيه الريح) فنقول له وبالفم المليان: كفيت ووفيت.. فبيض الله وجهك.
لجنة للتقبيل؟!
** تساءلت الأسبوع الماضي عبر هذه الزاوية تحت عنوان (هل الكرة السعودية فقط أهلي ونصر).. وبالطبع تساؤلاتي تلك لم تكن مبنية على تخمينات أو تخرصات، وإنما كانت مبنية على شواهد وقراءات واضحة وصريحة ولا تحتاج إلى كثير جهد في استجلاء كنهها.. بدليل أن تصريحات الرئيس النصراوي التي أعقبت لقاء فريقه بنظيره الرائد، والتي جاءت بالتزامن مع نشر الموضوع، إنما جاءت لتضع كل النقاط على كل الحروف حول ضرورة تقاسم كعكة الانتخابات.. وعلى أية حال ليس هذا موضوعنا ولكن للتذكير فقط، على أن موضوعنا اليوم إنما يتمحور حول تصريحات الرئيس النصراوي وما بعدها، وحول الأحداث التي أعقبت تلك المباراة وموقف لجنة (الانضباط) منها، استناداً إلى اللوائح والأنظمة.. وترقبات الشارع الرياضي برمّته لما سيسفر عنه موقف اللجنة حيال مجمل تلك الأحداث.. وإن كنت أحد الذين راهنوا مسبقاً على (الفشل) المرتقب اللجنة في الخروج ولو بالحد الأدنى مما يجب اتخاذه من إجراء فرضته فداحة الفعل، ولو من باب حفظ البقية الباقية من ماء الوجه ؟!.
** ذلك أنه لم يكن إطلاق (الإنذار الأخير) اعتباطاً، أبداً، وتوجيهه مباشرة لرأس الهرم إنما يعني أن على القابعين في السفح أن يعوا جيداً فحوى الرسالة، ولاسيما بعد مشاهدتهم ما حَلّ بطاقم الحكام سواء على أرضية الملعب، أو عند الخروج منه أو حتى داخل الغرفة، وما ترتب على ذلك من (...) للأمانة المفترضة، من خلال عدم تدوين أحداث الشغب التي شاهدها الجميع، في تقريره.. هذا عدا عن أن الرئيس النصراوي قد ذكر (لجنة الانضباط) بالاسم في ثنايا تصريحه ضمن الجهات التي يجب عليها أن تعي فحوى (الإنذار الأخير)؟!!.
** فلو التمسنا بعضاً من العذر لكل من يقبع في السفح، أي الذين يقعون تحت طائلة (الإنذار الأخير) في اضطرارهم - مكرهين - على التخلّي عن بعض واجباتهم الأساسية التي كفلها ويكفلها لهم القانون من باب ( يد ما تقاويها صافحها )، رغم أن ذلك يُعد أحد أسوأ صنوف (الجبن)؟!.
** إلا أن السؤال الطويل العريض الذي سيظل قائماً إلى ما شاء الله هو: ماذا يريد الرئيس النصراوي من أحمد عيد بالتحديد من خلال تذكيره له بأنه هو من وضعه في منصبه.. هل يريد مقابل ذلك، وما هو ذلك المقابل؟!!.
** أما لجنة الانضباط، وما أدراك ما لجنة الانضباط، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً لأي شك بأنها خارج الخدمة وبالتالي وجوب تقبيلها على طريقة المشروعات التجارية الفاشلة، والدليل (لا شيء يذكر)!!!.
تساؤلات صديق!
** أحرجني أحد الأصدقاء المخضرمين وهو يحاصرني بعدد من الأسئلة ذات المدلولات والأبعاد المريبة، والقابلة للتفسير في ذات الوقت.
** فقد سألني: هل سلمان القريني هو من يدير الأمور في اتحاد القدم أم أحمد عيد فقلت: بعد تصريح (الإنذار الأخير)، وردّ عيد (كلك نظر)؟!!.
** وفي سؤال آخر يقول: هل يمكن أن يظهر زميلكم عبد الكريم الزامل على الشاشة ولو لمرة واحدة دون أن يأتي على ذكر الهلال سلبياً، فقلت: من واقع خبرتي الطويلة: إن هذا هو المستحيل بعينه؟!!.
** ثم سألني: لماذا أخفت بعض القنوات في برامجها مشاهد محاصرة الجمهور النصراوي لطاقم الحكام عند خروجهم من الملعب وقذفهم بالفوارغ، رغم أن الجميع شاهدها على الهواء، ولماذا لم يدون الطاقم التحكيمي تلك الأحداث في تقريره، ولماذا (لحستها) لجنة الانضباط، فقلت: أما بالنسبة للسؤال الأول والثاني فـ(الشيوخ أبخص)، أما فيما يتعلق بالسؤال الأخير فلأن الذي حضر هذه المرة هو الـ(سيدي) وليس الـ(سي - دي) وفهمك كفاية؟!!.
المعنى:
(أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون له ضِرام)