فهد بن جليد
صورة واحدة التقطتها (فتاة سعودية) من نجوم الانستقرام، كانت كفيلة بتحويل أحد محلات (أبو ريالين) في الخُبر إلى مزار، وأصبح الزبائن عنده (طق عصي) يتوافدون عليه من خارج المنطقة الشرقية من (الرياض وجدة) وغيرهما، لشراء بضائعه الرخيصة والمتنوعة!.
صاحب هذا المحل لم يكن لديه تفسير لزيادة عدد المتسوقين فجأة في مساء ذات اليوم، حتى عادت إليه الفتاة في اليوم التالي وأخبرته أنها نصحت متابعيها ببضاعته، والتقطت مزيداً من الصور لنشرها، وبعدها أصبح المحل الذي كان يُعاني (أعمال صيانة) في الشارع الذي أمامه، يتسابق الناس للوصول لبوابته الخلفية!.
محلات شهيرة اعترفت بقدرة (المسوقات السعوديات)، وبدأت في التعاقد مع بعضهن، ولكن الجميل أن نجمات الانستقرام يبحثن عن الغريب والرخيص لمتابعاتهنّ، فمثلاً قامت إحداهن مؤخراً بالتسويق (لمحل صغير) في أحد الأسواق الشعبية في الرياض، يبيع أدوات تجميل عالمية بأسعار- أرخص - من المحلات الشهيرة، حتى انه قام بتقنين الكميات المُباعة لكل عميل، حتى يلبي جميع الطلبات!.
هذا بخلاف صاحبات المشاريع الصغيرة اللاتي يعتمدن على الانستقرام في تسويق 90 % من منتجاتهن، كما أُعلن عن ذلك في ملتقى شابات الأعمال المنعقد حالياً، مما يجعل نجمات الانستقرام يهددن الوسائل التقليدية في التسويق، ويخلقن لهن (منصة إعلانية) تحتاج معها المسألة لبعض التطوير؟!.
فمثلاً ما الذي يمنع (الشهيرات منهنّ) من إنشاء جمعية سعودية إلكترونية بينهن، أو رابطة لنجمات الانستقرام، يتم من خلالها تنسيق جهودهن، ودعم أعمالهن، وحماية حقوقهن مع توسع النشاط، ودخول مراكز تجارية أو وكالات تسويق في التعاقد مع بعضهن، المسألة لم تعد (مجرد هواية) كما رأينا، بل هي مصدر رزق ودخل إضافي، وربما رئيسي إذا ما تم صياغة قواعد، وبناء هوية لهذا العمل!.
عشوائية التسويق الإلكتروني لن تبقى كما هي عليه الآن، بسبب كثرة المشكلات من عدم وجود جهة رقابية تضبط هذا السوق وتعاملاته التجارية، في وقت كثر فيه الحديث عن قوانين جديدة ستصدر بهذا الشأن من وزارة التجارة، حيث يُنظر إلى حسابات (بيع الأطعمة)، والمنتجات، (بالبسطات الإلكترونية)، والتي ندعوا لتنظيمها، وليس محاربتها، فهي دخل جيد لكثير من الأسر المنتجة، وجزء من ثقافة عمل المرأة عن بعد!.
السؤال في حال تم تنظيم عمليات التسويق الإلكتروني بالفعل، أين سيكون موقع نجمات (الانستقرام السعوديات)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.