في عهد تولّي فقيد الأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - زمام الأمور، شهدت مملكتنا الغالية نقلة هائلة شملت كافة مناحي الحياة دون استثناء، بما فيها الرياضة والرياضيين.. وتجسدت في مستوى وحجم المكرمات السخية التي تمثلت في أوامره بإنشاء العديد من المشروعات الرياضية العملاقة والشاملة لكافة مناطق المملكة المترامية الأطراف، بغية خدمة شباب الوطن واحتضانهم، وصقل مواهبهم ليكونوا بُناة مستقبل زاهر، رياضياً واجتماعياً، وفي كافة المجالات والصعد التي تصب في خانة خدمة الوطن والنهوض بشأنه.
واليوم، وبعد أن تسلّم الراية (شهم) آخر، هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (أمدّه الله بعونه وتوفيقه)، ها هي عجلة البناء والنماء تستمر في الدوران، وبوتيرة أعلى وأسرع، وعلى كافة المستويات.. وها هو نهر العطاء والمكرمات يستمر في التدفق بسخاء منقطع النظير فـ(لله الحمد والمِنّة).
يعني: أن ولاة الأمر أعطوا بسخاء، ولم يبخلوا بشيء، وأن الكرة الآن في مرمى من يعنيهم أمر وشأن استثمار هذا السخاء بالعمل على أن يكون (المُنتج) مواكباً وموازياً لحجم عطاء وبذل ولاة الأمر، وحجم تطلعاتهم وتطلعات الجماهير.. ليس على صعيد الرياضة فحسب، وإنما على كافة الأصعدة التي امتدّت إليها اليد البيضاء لـ(سلمان العطاء)، والتي تعنى بشؤون وشجون الوطن والمواطن.
فشكراً يا خادم الحرمين الشريفين.. سدّد الله خطاكم على دروب الخير.
لمن هذا العقاب يا ترى؟؟
على مدى تاريخ الهلال (المجيد) كانت، وما تزال جماهيره الوفية الهادرة هي السند - بعد الله - في تبوئه قمّة الزعامة الآسيوية، وهي صاحبة اليد الطولى في أن يظل عشقها متربعاً على عرش المنجزات على كافة المستويات والأصعدة دون منازع.
لكن - وللأمانة - لم يعجبني موقف الجماهير الهلالية مؤخراً من فريقها، الذي تجلّى على هامش لقائه بفريق حطين في إطار منافسات مسابقة سمو ولي العهد يوم الاثنين الماضي.. فلم نعهد المدرج الهلالي على ذلك المستوى المتواضع جداً من الحضور الجماهيري أياً كانت الأسباب والمبررات؟!.
إذ إن من غير المنطق، ومن غير الإنصاف أن تعاقب الجماهير فريقها كردّة فعل، أو نكاية بالإدارة أو المدرب، ولا يليق التقاعس الجماهيري عن القيام بالواجب تجاه الفريق، والشدّ من أزره في مثل هذه الظروف التي تتطلب قدراً أعلى من الالتفاف حوله ودعمه بعيداً عن أية اعتبارات أخرى.. فالإدارة راحلة لا محالة، والمدرب راحل عاجلاً أو آجلاً، وسيبقى الكيان الذي لطالما أسعد جماهيره ومحبيه في أوقات تتلهف جماهير الأندية المنافسة للحصول على فتات ما يحققه الزعيم لعشاقه فلا تجده؟!.
إذن: التخاذل والتقاعس عن دعم الفريق، وعدم مساعدته على تجاوز أزمته بهذا الشكل، إنما هو بمثابة زيادة الأعباء عليه، ورفع معدل تكالب الضغوط والظروف المحبطة على اللاعبين، مما يفقدهم الشعور بالثقة في أنفسهم وفي من حولهم، وبالتالي اتساع رقعة الإخفاقات وتراكمها، والمتضرر في نهاية المطاف هو الكيان وجماهيره؟!.
انسوا الإدارة، وانسوا المدرب، وتذكروا (الهلال الكيان) فقط ولن تندموا.
أفتونا في هذا؟!
كثُر ترديد الكلام عن قوة (الإعلام الرياضي السعودي) على ألسنة الكثير من زبائن الدكاكين الفضائية التي تعتمد في وجودها على الابتذال والإثارة (البليدة)، وعلى تنطّع أولئك الزبائن في الكلام واستعراض مهاراتهم في التنظير، وفي (اللت والعجن) في الفاضية والمليانة؟!.
فمن المتعارف عليه أن من شروط تقديم المعلومة هو : أن يقترن تقديمها بتقديم حيثياتها لكي تصل، ولكي تكون أكثر إقناعاً، وخالية من العيوب أو الغموض، أما أن نرميها هكذا على عواهنها ونترك للآخرين مهمة تفسيرها كل على هواه ومزاجه، فهذا من الغش الممزوج بالجهل؟!!.
ذلك أن أولئك الجهابذة لم يتكرموا علينا بتبيان المعنى، أو الوجه الذي تكمن فيه، أو من خلاله صفة (القوة) تلك التي يتحدثون عنها؟!.
هل تكمن في زحمته وكثرته، أم في معدل اللغط، أم في التباري والتسابق على كسب إعجاب أكبر عدد من الدهماء المحتقنين ومحدودي التجربة الحياتية، أم أنها تكمن في موضوعية الطرح، أو في الالتزام بالأمانة والآداب المهنية.. أم لعلهم يقصدون القدرة على سحب الاهتمام والإثارة من الملاعب إلى خارجها في ظل اختلاط الحابل بالنابل، والغث بالسمين، وهذا هو الأرجح؟!!.
وللوقوف على عيّنة من تلك (القوة)، هاكم هذا النموذج الطازج البسيط:
فبمجرد أن انتهت مباراة الهلال وضيفه حطين يوم الاثنين الماضي، حتى انهالت التحليلات التحكيمية عبر معظم البرامج ومواقع الاتصال الاجتماعي، مؤيدة وبشدّة قرار عدول الحكم عن خطأ عدم تطبيق الإجراء القانوني الصحيح بحق الحارس، الذي جاء العدول عنه ومن ثم تصحيحه تالياً، بناءً على نصيحة الحكم الرابع، وانتهى الأمر بعد أن علم القاصي والداني.
وبما أن الإعلاميين بشكل عام، هم الذين يفترض أن يكونوا على بينة وعلى دراية بالأحداث أولاً بأول.. إلا أن أحد ضيوف برنامج عالم الصحافة في قناتنا الرياضية، ومن خلال حلقة اليوم التالي للمباراة، ظل ينتقد الحكم انطلاقاً من المتوافر لديه من قناعات انطباعية فيقول: لماذا يشهر الحكم البطاقة الحمراء للحارس عقاباً له على بعض الحركات التي قام بها بعد احتساب الجزائية، في حين ظل المذيع (يهزّ رأسه)، مما يؤكد على أنه هو الآخر لا يختلف عن ضيفه.. ومن هذا يتضح أن صاحبنا إما أنه سمع بالمباراة ولم يشاهدها، إِذْ إن الحارس لم يقم بأي حركات كما زعم، أو أنه لا يعلم شيئاً عما تم إيضاحه من قبل المعنيين حول المسألة، لذلك جاء إلى الاستوديو (مثل الأطرش بالزفة) وفي كلتا الحالتين، وكإعلامي يظل محل إدانة، بل إن في هذا ما يعرّي الكيفية التي يتم من خلالها انتداب الكثير من الأشخاص الذين يمثلون الإعلام ويتحدثون باسمه في البرامج؟!!.
ويبقى السؤال: هل القوة المزعومة إيجابية أم سلبية؟؟.