د. عبدالعزيز الجار الله
تخوض بلادنا أنواعا من الحروب وعلى عدة جبهات:
الحرب على الإرهاب.
حرب تبعات الربيع العربي.
حرب المخدرات.
الحرب على التسلل.
الظرف السياسي الذي تمر به بلادنا يكاد يكون مختلفا عن أي ظرف سياسي عشناه طوال تاريخنا لأن الأوضاع في دول الجوار مختلفة، كذلك الوضع الإقليمي والعربي والعالمي مختلف تماما عما كان، فالأطراف الدولية المؤثر على القرار السياسي أصبحت طرفا في الصراع: أمريكا، روسيا، بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، إسرائيل ، وبصورة أشمل الاتحاد الأوروبي يضاف لها إيران، باكستان، أفغانستان، ومنظمات إرهابية مثل القاعدة، داعش، حزب الله، الحوثي . تحولت أمريكا إلى دولة حدودية لنا عبر العراق، وروسيا أيضا إلى دولة شبه حدودية من خلال سوريا، كما أن إيران تحولت إلى طوق تحاصر الخليج من كل الاتجاهات من الشرق موقعها الرئيس، من الجنوب عبر اليمن، من الشمال العراق وسوريا، من الغرب عبر دول شرقي إفريقيا والبحر الأحمر.
روسيا تعمل على الغطاء السياسي في الأمم المتحدة بالقرارات وإجراءات الحماية اللوجستية، كما تعمل روسيا مع إيران على تأمين الأسلحة وإدارة الحرب لسوريا، وغطاء للمنظمات التابعة لها. كما أن أمريكا متراخية في الحرب السورية في دعم المعارضة وتسليحها ومدها بالمعلومات العسكرية والاستخباراتية، وهذا يزيد من تقوية الخصوم ويزيد من الضغط على منطقة الخليج ويجعل الدائرة تضيق أكثر مما يجب.
الخليج العربي قد يكون الصراع القادم ولن تسلم إيران التي استغلت فوضى الربيع العربي وقد تشتعل بنارها بعد أن تورطت مباشرة في حروب سوريا ولبنان واليمن، كما أن روسيا تورطت مباشرة في حرب سوريا وقبل ذلك في أفغانستان والقوقاز وآسيا الوسطى، أيضا أمريكا عجزت أن تخرج من الخليج منذ عام (1990)م الغزو العراقي للكويت، هذه الحرائق تتم قرب السلعة الإستراتيجية الأغلى في العالم (النفط)، إذن لابد أن تخمد نارها ويصل أصحاب القرار من دول واتحادات إلى الرشد والعقل قبل أن تحترق دولهم عبر الشمال الإفريقي (ليبيا) التي تحولت إلى تجمع للمقاتلين العرب والعجم والمنظمات الإرهابية تهدد أوروبا واتحادها، كما أن الصرع المفتوح سوف يدخل الدول الإسلامية الشرقية وقد يصل مدها إلى آسيا الوسطى الحدود الروسية التي تعتقد روسيا أنها أمنة وتتفرج على دول المشرق العربي وهي تتفكك وتنهار، آسيا الوسطى - جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق - هي على أطراف الحرب إذا تحول النزاع إلى صراع بنزعة إسلامية.