غسان محمد علوان
خسر الهلال النهائي الثاني له هذا الموسم على أرضه وبين جماهيره التي رغم ألمها وعدم رضاها غطت جنبات المدرج المخصص لها، طمعاً في رؤية بعض من ملامح زعيم. لم يكن لها ما أرادت، فرغم كل جنون الكرة وتقلباتها، فالمنطق يفرض نفسه، والعمل الحقيقي يظهر على أرضية الملعب لا على قنوات التلفاز أو صفحات الجرائد.
فاز الأهلي لأنه يملك مدرباً، له نهج، له تكتيك، له قدرة على قراءة اللقاء والتعامل مع مجرياته.
فاز الأهلي لأنه يملك إدارة، ملتصقة باللاعبين، محفزة للهمم، تصغي لما يريد الجمهور، ثم تقوم بما يجب.
فاز الأهلي لأن كل ما سبق، صب في روح وحماس وعقلية لاعبيه، فاستحق فوزاً لا غبار عليه، واستحق لاعبوه ومدربه وإدارته التوشح بالذهب.
قال لي أحد عشاق الزعيم قبل النهائي بليلة: (جسد الهلال لا يحتمل نزفاً جديداً، والخسارة هي نهاية قصة، وبداية أخرى).
فعلاً، فالهلال الحالي، بمكوناته الحالية، ووضعه الحالي، كان كالرواية المملة التي احتاجت لمن يطوي آخر صفحاتها ويضعها على رف قصي، لا يحبذ العشاق العودة إليها.
استقال الرئيس عبر حسابه في تويتر، فأعقب ذلك إقالة المفلس فنياً والممتلئ مالياً ريجيكامبف، وتلمّس الهلاليون بوادر انقشاع كآبة المرحلة الماضية.
مرحلة أرادت إدارة الهلال إثبات أو إنقاذ نفسها وإن سبحت عكس التيار.
مرحلة صنعت خلالها إدارة الهلال لنفسها أعداءً يوافقونها في الهوى ويخالفونها في المنهج.
مرحلة صورت المنتقدين أعداءً، والمخالفين كارهين، والمعارضين أصحاب أجندات لا تبتغي للهلال خيراً.
لماذا جددت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد فترتها الرئاسية؟ سؤال يحتمل كل الإجابات ولم يجب عليه أي منها!
جاحد من ينكر عظيم ما قدمه شبيه الريح في فترته.
وظالم من يدّعي أنه لم يقدم كل ما لديه طمعاً في رفعة ناديه.
ولكن السؤال الأهم يبقى شاخصاً: هل كل ما تم تقديمه كان كافياً؟
الآن، وبعد الاستقالة، يأتي دور رجالات الهلال.
دورهم لقيادة الفريق في هذه المرحلة الانتقالية القصيرة، لضمان نهاية سليمة لموسم يسعى محبو الهلال لمسحه من ذاكرتهم.
ليس من المصلحة عودة الرئيس بعد الاستقالة.
وليس من المصلحة تسليم مقاليد الإدارة لنائبه، فالاعتراض ليس على شخص الرئيس العاشق لكل ما هو أزرق، بل على عمل ونهج إدارته بشكل كامل.
وليس من المصلحة أيضاً تعيين رئيس جديد تبدأ رحلته الرئاسية من الآن.
كل ما يحتاجه الهلال حالياً، تشكيل لجنة لتسيير أمور النادي لحين انعقاد جمعية عمومية لتنصيب الرئيس القادم. فانتهاء فترة التسجيل، وقرب انتهاء الموسم سيكون حملاً ثقيلاً لن يدع للرئيس الجديد فرصة للتغيير.
خلال هذا الوقت، سيتسنى للراغبين في التقدم تجهيز أوراقهم وأدواتهم الإدارية والفنية وملفاتهم الرئاسية، فالمرحلة الحالية تحتاج للتروي والأناة بدلاً من إجراءات تعسفية قد تهدم ما يحلم عشاق الهلال ببنائه قبل أن يروه مرأى العين.
شكراً أبا فيصل على كل ما قدمت، وسيظل اسمك محفوراً في سجلات ذهب الزعيم ببطولاتك السبع.
ولكنها الحياة ودورتها، وحان الآن (بالذات) وقت التغيير.
خاتمة...
إن الجميل وإن طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرعا
دومي على العهد ما دمنا محافظة
فالحر من دان إنصافا كما دينا