تنطلق فعاليات كأس آسيا للأمم لعام 2015م يوم الجمعة القادم على الأراضي الأسترالية، مستحضرة أمجاداً سعودية تشابه المستحيل في قيمتها، وتوازي الإعجاز في تفردها. لم يتم إطلاق لقب (أسياد آسيا) على المنتخب السعودي عبثاً، فمنذ تحقيق لقب 84م في سنغافورة، وحتى خسارة نهائي 2000 في لبنان، كان لزاماً -في الخمس نهائيات المتتالية- أن يكون الصقور الخضر متواجدين، إما كبطل أو كوصيف. تراجعنا بعد ذلك كثيراً، أو لأكون أكثر دقة، توقفنا في مكاننا وتجاوزنا الكثير. لست مع من ينادون بعودة الهواية، وأن الاحتراف هو سبب رئيس لتراجعنا. التخصص -في كل مجال- هو فرصة
لتقديم الأفضل متى ما استفدت من أدواته. ففي أي مجال تنافسي، عليك تحمل عبء المنافسة، ومحاولة التغلب على المنافس، وتجاوز الطامحين للمنجز -مثلك تماماً- للوصول إلى عتبات الفرح والفخر. لست بحاجة لأعداء إضافيين، فالمنافسون قادرون على إطاحتك في الميدان، فما بالك لو دخلت هذا الميدان وأنت تعاني من الأوجاع والطعنات قبل انطلاق صافرة السباق؟
في كل معترك كروي لمنتخبنا الوطني، نجد الأقلام مسلولة، والدعوات بالفشل مرسولة، ولكنها -وللأسف- تصدر من داخل الوطن تجاه منتخب الوطن. فهذا رئيس يتهم المنتخب بمجاملة لاعبي فريق معين، وآخر يتهم المنتخب بإجهاد لاعبيه، وينقسم المشجعون خلف هذا موافقين، أو خلف ذلك منافحين.
لا أدري لماذا لا يتصف الاتحاد السعودي لكرة القدم ببعض الأنانية الحميدة تجاه منتخبه. فليعتبر رئيس الاتحاد نفسه رئيساً لنادٍ أُطلِق عليه مجازاً (المنتخب السعودي)، ليتسنى له بعد ذلك الوقوف بكل حزم أمام من يضعون العثرات في طريق فريقه.
فليدافع عن لاعبيه من سهام تعصبٍ لا تريد لفريقه خيراً.
وليسعى جاهداً لتحقيق منجز شخصي يسجله التاريخ باسمه واسم إدارته.
وليدافع عن مدربه، وعن سبب تعيينه، وعن سلامة اختياره للتشكيلة التي يراها مناسبة له ولتكتيكه ومخططاته.
إلى متى سيظل الاتحاد السعودي لكرة القدم الحلقة الأضعف تجاه الحملات المنظمة ضد المنتخب؟
إلى متى والتشكيك والاتهام في المنتخب أصبح اللغة المصاحبة لكل مشاركة له بعلم المملكة؟
إلى متى يتم النظر لكل مشاركة كلقمة من علقم يجب ابتلاعها بأقل الأضرار والمشكلات؟
أليس من رجل رشيد يوقف كل من يتطاول على المنتخب بغرض الهدم تحت قناع النقد الكاذب؟
ألا يملك الاتحاد السعودي لكرة القدم رجالاً تستطيع أخذ حق فريقها، ومنتخبها، وحتى حقوقها الشخصية ممن استمرأوا هذا النشاز؟
لن تقوم لمنتخبنا قائمة، ولن نعود لأمجادنا الغابرة ومنافسنا الأكبر وعدونا اللدود هو (نحن).
لا نطالب بنظم القصائد مدحاً، أو إنشاد الأغاني دعماً، بل ننادي وبكل قوة أن ندع لأنفسنا ولمنتخبنا مجالاً لقليل من الهواء النقي، فقد ضاقت صدورنا من تلوث التعصب والجهل.
فهل لأصواتنا من مستمع؟
خاتمة...
فإن كنت لا تستطيع دفع منيّتي
فدَعني أُبادِرها بما مَلَكت يدي
طرفة بن العبد