استغل الفريق الهلالي فترة التوقف للمنافسات المحلية باللعب مع فريقي الزمالك المصري وبايرن ميونخ الألماني، وهو منقوص عشرة لاعبين جميعهم أساسيون.. فمن سبعة في المنتخب السعودي، وآخر في الكوري، ومهاجميه المصابين ناصر وياسر، وجد الزعيم نفسه لقمة سائغة للفريقين العريقين فخسر اللقاءين بكل سهولة.. لا نعلم فعلياً سبب إقامة اللقاءين طالما أن فريقك الأساس لن يستفيد منهما إطلاقاً.. فإن كانت لاكتشاف المواهب، فتلك مصيبة يتحمّلها مدرب الفريق ريجي الذي ينتظر مثل هذه اللقاءات ليلقي نظرة على مستويات لاعبيه الأولمبيين الذين يتدربون يومياً في الملعب المجاور له.
بين شوطي لقاء الهلال بالزمالك، قام أحد مراسلي قناتنا الرياضية العزيزة بسؤال أحد لاعبي الزمالك ما يلي: (هل تفاجأتم بمستوى الهلال السيئ؟).. ذلك السؤال المعيب جهلاً أو تعصباً، استفز اللاعب المصري الخلوق فقال له: (أرجو الابتعاد عن إطلاق مثل هذه العبارات، فنحن نعلم ما هو الهلال ونعلم أنه يفتقد للكثير من اللاعبين واللقاء فرصة جميلة لالتقاء الإخوة واستفادة شباب الهلال من اللعب ضد فريق عريق مثل الزمالك)، ثم أضاف ابن النيل: (الهلال الذي أعرفه هو فريق ثقيل فنياً، لدرجة أنه يدخل أي لقاء وتشعر أنه متقدم بهدفين حتى قبل بدايته).. هذه الهيبة، وهذه السمعة، وهذه المكانة في أذهان المنافسين قبل المحبين هي رأسمال الفرق الكبيرة الحقيقي، هي عبارة عن تراكمات بطولية وإنجازات تاريخية لتضع كل مجتهد في موقعه المناسب له.
الكارثة التي يواجهها جمهور الهلال حالياً ليست في نزول المستوى أو في تضييع البطولات، مصيبتهم الحقيقية في لغة الخطاب الهلالي الرسمي الذي يسعى بكل ما أُوتي من قوة في تصغير الفريق، وتنزيله عن مكانته التي نالها بجهد أبنائه على مر تاريخه.. مشكلة الخطاب الهلالي أنه لا يعرف متى يصمت عندما يحتاج الصمت، وما يجب عليه قوله عندما يتحدث.. أصبحت كل التصاريح محبطة، وعود لا تُنفذ، أحلام لا ترى تطبيقاً لها على أرض الواقع، وتخفيض مستمر لسقف الطموح.. ما الذي يجبر رئيس الهلال على التصريح بأن الهلال ليس بأغنى الأندية؟.. وما الذي يجبره على الاستهزاء بمطالبات جماهيره بذكر أسماء للاعبين عالميين تعجز أكبر فرق أوروبا عن استقطابهم؟.. ما الهدف من تحديد نائب الرئيس لفترة زمنية لاستقطاب المهاجم الأجنبي ليأتي الرئيس لينتقد تصريح نائبه؟.. ما الحكمة من ردود قائد الفريق على أحد كارهي فريقه ووصفه بـ (صديقي)؟
كل ما يحدث هو استفزاز يقترب من خانة التعمُّد لجمهور الهلال وحده لا غير، فالكل يتحدث عن ما يهمه ويخدمه وحده فقط، وما للجمهور سوى الحسرات والتنفيس فيما بينهم.
قلتها سابقاً وأعيدها الآن، أكبر ما تم إنجازه في عهد الإدارة الحالية هو سلخ الجمهور الهلالي عن الهلال وتصويره بأنه خارج المنظومة الزرقاء، فأصبح المشهد أمام أعينهم ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
- إدارة ومنسوبون للهلال.
- منافسون.
- جمهور هلالي.
أعيدوا صياغة المنظومة الهلالية ليعود ذلك الأزرق المهيب الذي تحدث عنه ذلك الزملكاوي الجميل.. فمن المعيب أن يعي قيمة الدار، من سكن خارجها.
خاتمة
لا تسْقِني ماء الحياة بذِلّةٍ
بل فاسْقني بالعز كأس الحنظلِ
(عنترة بن شداد)