ناصر الصِرامي
لن يكون صعباً تلمُّس ملامح القيادة الإدارية الجديدة من واقع ما أقره الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الملك السابع للدولة السعودية الثالثة الحديثة، ومن اليوم الأول، ثم ما صدر من قرارات ملكية في الأسبوع الأول عززت عملية الدمج وتوحيد الجهد والقرار، بما يخدم الاستراتيجيات المنشودة سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
ومن أول اجتماع لمجلس الشؤون السياسية والأمنية في الديوان الملكي بالرياض - الأربعاء الماضي - برئاسة ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. أكَّد الأمير محمد خلال الاجتماع على توجيه الملك سلمان «برفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق»، تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة، بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت على مختلف المجالات.
سمو وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، خلال ترؤسه الاجتماع الأول لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، في نفس اليوم قال أيضاً: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حريص على «رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق».
وأكَّد الأمير محمد حرص المليك على رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق، تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة، بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت على مختلف المجالات».
الأميران المحمدان وفي قيادتهما لأعلى مجلسين استراتيجيين، سيكونان اقرب إلى غرفة عمليات في البلاد، أرسلا رسالة الملك سلمان الإدارية الواضحة والصارمة، «التكامل بين الأجهزة، رفع الكفاءة، ومستوى التنسيق» ومكافحة الازدواجية، وبالتالي الحد من تضخم الجهاز - الأجهزة الحكومية وتضاربها، وهو ما يحد من فعاليات إنتاجها وأدائها.
نحن نتحدث هنا عن مستوى تنسيق - رفع أداء، و نحو اندماج عال بين كافة فعاليات الأجهزة الحكومية عند التخطيط أو التنفيذ بشكل يليق بحجم الأهداف والتحديات التي تواجهها.
على المستوى الإداري مثلا ، تم دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لتصبح وزارة واحدة هي وزارة التعليم، التي تسلمها الدكتور عزام الدخيل، قد يحل مشكلة مخرجات التعليم على المدى الطويل ويمنح الجامعات حرية التحرك خارج المركزية الوزارية أيضاً.
على المستوى الأمني أيضاً، لاحظ ان رئيس الاستخبارات العامة المعين الاستاذ خالد بن علي الحميدان، كان وحتى قبل تعيينه نائباً لمدير عام المباحث العامة، التابعة لوزارة الداخلية، وهو الآن عضوا - أيضاً - بمجلس الشؤون السياسية والأمنية.
يظهر جليّاً ان مرحلة الملك سلمان والفكرة الإدارية المتجهة نحو تحقيق فعلي للبناء والتنمية المستقبلية ستكون بامتياز مرحلة تكاملية ترفض الازدواجية في الأداء أو الصلاحيات.
من الواضح أننا سنكون أمام مرحلة مختلفة، إدارة مختلفة ومباشرة وواضحة، إنها إدارة تتجه إلى أسلوب الإدارة بالأهداف. وهو أسلوب عمل إداري يتم فيه تحديد الأهداف بصورة جماعية لتحقيق أقصى عمل لفترة زمنية معينة ( 6 شهور أو سنة) وتحديد العوائق أو العوامل التي تعيق التوصل إليها.
على أن تتم مراجعة النتائج وتحليلها لتقويم أداء، وحتى تقييم الأهداف غير الملائمة ووضع أهداف أخرى بديلة تمكن من تحقيق الأهداف الرئيسية المنشودة في النهاية.
إنها الأهداف التي يضع عناوينها الملك سلمان بن عبد العزيز الآن ووضع الوطن والمواطن في مقدمتها.