في مساء تشكيلي لفت أنظار المهتمين بهذا المجال البصري، كان لمعرض الفنان صالح النقيدان في الغرفة التجارية احتفاء واحتفال شرَّفه الدكتور عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس الغرفة التجارية بالرياض، بحضور التشكيليين من الرياض والقصيم، حيث قام الجميع بمشاركة الدكتور الزامل في جولته على الأعمال الأربعين التي ازدانت بها قاعة كبار المستثمرين، وتلقى الحضور خلال الجولة شرحاً مفصلاً من الفنان النقيدان لكل لوحة وكل مرحلة من مراحل تطور تجاربه التي تبين الواقعية والسيريالية والرمزية والتي أشاد بها الدكتور الزامل في كلمته التي ختم بها الجولة، كما وجدت حوارات جانبية بين الحضور طُرح فيها الكثير من التساؤلات حول القادم من تجارب الفنان النقيدان الذي يأخذ من شجرة الغضاء التي تشتهر بها عنيزة مسقط رأسه الهدوء في النمو ومنح الدفء والجمال للناس.
تنوع وتتابع في تجربة النقيدان
هناك فرق بين من يقفز من أسلوب إلى آخر، وبين من يعمل على تدرج تمليه عليه النتائج التي تقوم على تجارب وخبرات يجمعهم قواسم مشتركة..
هكذا ظهرت أعمال الفنان صالح النقيدان أو كما يطلق عليه التشكيليون (فنان القصيم).. عوداً إلى بحثه التشكيلي عبر اللوحة في جمال منطقة القصيم من أنماط البناء أو ما تتمتع به من بيئة تُعد من أجمل المناطق خصوصاً خلال الربيع، فكانت بكل ما فيها مصدر استلهام عمل الفنان صالح النقيدان على توثيقه وإبرازه فأصبح داعماً للسياحة وجاذباً لذلك الواقع عبر انتشار لوحاته في كل بيت.
المعرض توزع على عدة أجنحة اختص كل منها لمرحلة من مراحل الفنان، وبرز خلال ذلك التنوع قدرة الفنان النقيدان على الجمع بين مراحله بتتابع لا يشعر المشاهد بالانفصال مهما تعددت مواضيعها، كما خرج المشاهد للمعرض بانطباع جميل ومقنع يتمثّل في جمع الفنان النقيدان في هذا المعرض بين الحداثة في تنفيذ اللوحة دون ابتذال بأصالة تراث الوطن، إلا أن قناعتنا بأن الفنان صالح النقيدان يرى في الواقع وتسجيله ما يحرك الوجدان ويعيد المشاهد إلى الزمن الجميل.
المعرض جمع العديد من اللوحات المعروفة سابقاً للفنان والمنتشرة في كل مكان حقق من خلالها حضوراً في الساحة التشكيلية وفي المجتمع بشعبية تمتد في كل اتجاهات المنطقة الوسطى،كما تم عرض مجموعة من تجاربه الجدية التي أجمع التشكيليون على أنها خطوة نحو التحرك خارج دائرة الأعمال التسجيلية الواقعية التي اشتهر بها، مع أننا نخالف هذا الرأي، فالفنان النقيدان يعشق الانتماء المباشر للواقع.