إبراهيم السماعيل
هل يكون هذا العام هو عام بداية تفكك وانهيار المشروع الفارسي في المنطقة (على الرغم مما قد يبدو للكثيرين أنه عام نجاح هذا المشروع الحاقد على العروبة والإسلام)؟ وهل بدأت الولايات المتحدة في التخلي عن هذا المشروع بعدما حققت أو بدأت تحقيق أهدافها من دعمه قبل أكثر من ثلاثة عقود، وربما بعد أن أدركت الولايات المتحدة المخاطر والتكاليف الباهظة لدعم المشروع الفارسي في المنطقة، وأدركت أيضاً أن إيران قد تستطيع التخريب وإشعال الحرائق الطائفية فقط لكنها لا تستطيع الاحتفاظ طويلاً بمكاسبها لاعتبارات عديدة، منها على سبيل المثال محدودية قدراتها وأنها في النهاية لا تعدو أن تكون دولة من العالم الثالث وأن كل ما تستطيع فعله هو إشعال هذه الحرائق والفتن الطائفية؛ اعتماداً على الأقليات الشيعية في المنطقة والضعف الواضح في دول المنطقة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وأيضاً اعتماداً على سماح الولايات المتحدة لإيران بلعب هذا الدور التخريبي في كل المنطقة لخدمة مصالح واستراتيجيات الولايات المتحدة وإسرائيل في المقام الأول، وأن هذه الحرائق الطائفية في نهاية الأمر سوف تكون وبالاً على إيران وقد تكون أحد الأسباب الرئيسة في انفجارها من الداخل لعوامل عدة منها أن إيران تعج بالأقليات الإثنية والدينية المقموعة ومنها الدكتاتورية والقمع المفرط لكل الشعوب الإيرانية بلا استثناء، وأيضاً نسبة الفقر العالي لدى الشعوب الإيرانية التي فاقت الـ 50 في المئة والبطالة والتضخم والفساد وكلها مجتمعة تنخر في جسد الدولة الإيرانية، وفوق كل هذا تأتي أزمة انهيار أسعار النفط التي تشكل أكثر من 80 في المئة من دخل الدولة (على الرغم من كذب ساستها بشأن هذه النسبة)، لتضيف أعباءً جديدة على الدولة الإيرانية ولتزيد الطين بِلة وتحد من قدرة هذه الدولة التوسعية الحاقدة من الصرف على عملائها في كل من لبنان وسوريا واليمن، ولم أذكر العراق لأن إيران تشارك عملاءها في هذا البلد نهب ثرواته، هذه الثروات التي قد تكون ملاذ إيران الأخير للإنفاق على مغامراتها النووية وعلى عملائها في المنطقة، بينما ثروة الشعوب الإيرانية تبدد على إشعال كل هذه الحرائق الطائفية، حيث إن هذه الحرائق سوف تأكل عملاءها قبل أن تأكلها هي في نهاية الأمر.
فهل أدرك الأمريكي كل هذا؟ وهل أدرك أيضاً أن إيران وكل عملائها في المنطقة لن يستطيعوا تغيير حكم التاريخ والديموغرافيا والجغرافيا ذات الأغلبية السنية الساحقة، وأن الإرهاب الذي ساهم الأمريكان في بروزه بطرق غير مباشرة وكذلك ساهم الفرس وعملاؤهم الشيعة في بروزه بطرق مباشرة قد يرتد عليهم ويدمر كل مخططاتهم واستراتيجياتهم وبالتالي لا مناص من تعديل هذه الخطط والاستراتيجيات قبل فوات الأوان.
هل كل ما تقدم مجرد أمنيات لا يسندها واقع وحقائق على الأرض أم هي وقائع وحقائق لا بد أن تثبتها الأيَّام القادمة وأن الولايات المتحدة بدأت تدرك أن تكاليف وأعباء هذا المشروع أكثر من فوائده، وقد ترتد هذه الاستراتيجية في نهاية الأمر سلباً على مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة؟؟