صنعاء - الجزيرة - عبد المنعم الجابري - وكالات:
هدد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي كافة القوى السياسية من القيام بأي خطوة لرفض الإعلان الدستوري وقال: إنه سيتم التصدي لهذه المحاولات بكل حزم وقوة. جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الحوثي عصر أمس السبت في مهرجان أقيم في العاصمة اليمنية صنعاء؛ احتفاء بالإعلان الدستوري الذي أعلنته الجماعة يوم أمس الأول الجمعة. وأضاف «نقول لكافة القوى السياسية انه لا داعي لإثارة أي مشاكل تجاه هذه الخطوة التي قمنا بها وعليهم التوجه نحو شراكة حقيقية، وإذا أرادت هذه القوى أن تقصي نفسها فهي تتحمل المسؤولية تجاه كل ما يفعلونه لعرقلة مسار الثورة».
وقال الحوثي إن هناك فرصة للتحاور في تسمية أعضاء المجلس الرئاسي والوطني، محذرا في نفس الوقت من محاولة أي قوى لتعطيل وعرقلة هذا الحوار. وأضاف الحوثي: «نحن نريد الشراكة ومن يريد إقصاء نفسه فهذه مشكلته والبلد يتسع لكل أبنائه ولا يقبل بالإقصاء». وأضاف محذراً: «يدنا ممدودة لكل القوى السياسية والمكونات في البلد للشراكة وكل خطوة حمقاء لإثارة الفتن فإنَّ الشعب اليمني سيتصدى لها بتكاتفه».
واتهم زعيم الحوثيين الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وكذلك الحكومة المستقيلة، بالعمل على تعطيل مؤسسات الدولة وإدخال البلاد في فراغ سياسي من خلال الاستقالة.
بموازاة ذلك أعلن عدد من الأحزاب السياسية في اليمنية رفضها للخطوات التي اتخذتها جماعة الحوثي، وعدّ المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، أن الخطوة التي اتخذتها جماعة الحوثي، تمثل تعديا على الشرعية الدستورية.. ومخالفة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها، واتفاق السلم والشراكة.
ودعا المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف، كافة القوى السياسية لسرعة الالتئام والعودة إلى طاولة الحوار للاتفاق على معالجة كل الاختلالات وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة الوطنية وتوافق القوى السياسية على الحل الدستوري.
من جانبه أكد التجمع اليمني للإصلاح رفضه للخطوة الأحادية التي قامت بها اللجنة الثورية التابعة للحوثي ، معتبراً ذلك انقلاباً على حوارات حل الأزمة.
وقال حزب الإصلاح في بيان أصدره مساء السبت: «نؤكد رفضنا لتلك الخطوة الأحادية وما يترتب عليها، وأنه لا حل إلا بإلغاء كافة الخطوات الانفرادية والعودة للحوار، باعتبار التوافق الوطني هو الطريق الوحيد لحل الأزمة».
كما أعلن حزبا التنظيم الوحدوي الناصري، أن: «ما سمي الإعلان الدستوري انقلاب مكتمل الأركان على الشرعية الدستورية والتوافقية، بهدف الاستيلاء على السلطة.
مشيراً إلى أن جماعة الحوثي، ألغت بهذا الإعلان، مبدأ الحوار بين القوى السياسية كوسيلة حضارية لإخراج اليمن من الأزمات.
فيما عدّ حزب الرشاد السلفي، أن الخطوة التي اتخذتها جماعة الحوثي، تؤسس لاختزال السلطة والعملية السياسية في مكون وجهة معينة.
وشهدت صنعاء ومدن أخرى يوم السبت تظاهرات رافضة للإعلان الدستوري من جانب الحوثيين.
وفي العاصمة اليمنية فرق مسلحون حوثيون تظاهرة مناهضة للإعلان الدستوري، مستخدمين الأعيرة النارية التي أطلقت في الهواء، وأفاد شهود عيان بأن المسلحين الحوثيين اعتقلوا عدداً من الناشطين المشاركين بالتظاهرة.
في غضون ذلك، عبر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر عن أسفه لانفراد جماعة الحوثيين بالإعلان الدستوري.. ودعا جميع الأطراف لمواصلة التزامها بإيجاد طريقة إلى الأمام من خلال الحوار. وأضاف بنعمر الذي عاد إلى صنعاء السبت انه يعمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى حل تواف قي للأزمة السياسية.
وكان انفجار عنيف هز محيط القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء صباح السبت الذي تتخده جماعة الحوثيين مقرا لممارسة حكم البلاد، بعد إصدارها إعلانا دستوريا استولت بموجبه على السلطة.
وأوضحت مصادر أمنية يمنية أن عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري مما أسفر عن أصابة 3 أشخاص على الأقل. ولم تتبنَ أي جهة ذلك حتى الآن.
من جهة أخرى، أعلن رئيس جهاز الأمن القومي على حسن الأحمدي استقالته من منصبه وأعلن رفضه لقرار تعيينه من قبل الجماعة الحوثية عضوا في اللجنة الأمنية العليا في البلاد.