في عام (1992) كانت ظروف فريق الهلال فنياً سيئة وكانت جماهير الهلال جداً محبطة والإدارة الهلالية برئاسة المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله في ورطة بعد النتائج السلبية لفريق الهلال في المسابقات المحلية وكانت على الأبواب المشاركة الأسيوية (الأولى) للهلال فانتفض رجاله الأوفياء وشكلوا لجنة برئاسة الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله للإشراف على الفريق في تلك البطولة (وأيد وبارك) هذه الخطوة العاشق الهلالي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله فوضع يده في أيدهم ودعم توجههم لأن همه الوحيد وشغله الشاغل مصلحة الهلال فكانت النتيجة والمحصلة أن الهلال حقق البطولة الآسيوية الأولى في تاريخه.. تذكرت هذه القصة المليئة بثقافة الإيثار وتغليب مصلحة كيان الهلال والمفعمة بمهارة عدم التشبث في المناصب والعمل بروح الجماعة في الهلال بعد أن زادت الأمور سوءًا وتعقيداً داخل نادي الهلال وسقطت الكثير من القناعات الخاطئة وانكشفت العديد من الوعود الوهمية وبعدما وصل إليه حال الهلال من سوء في العمل الإداري وتراجع في الأداء الفني حتى أضحت إدارة الهلال عاجزة عن مقاومة رياح الضغوطات التي تواجهها وغير قادرة على تحمل سهام الانتقادات التي توجه إليها فأصبحت تتخبط يمنة ويسرة لا تعلم إلى أين تتجه ومتى تتجه ومن تواجه وهو ما ظهر جلياً في موضوع اللاعب الأجنبي المستبدل في الفترة الشتوية الذي استطيع أن أقول إن من حسمه ويتحمل مسؤوليته هو جمهور الهلال!!.. اليوم كأن التاريخ يعيد نفسه فالهلال يمر بنفس الظروف وربما أسوأ ورئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في ورطة حقيقية وكربة إدارية لن يخرج منها إلا بإعادة تجربة شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد اسكنه الله الجنة وهي العودة إلى الهلاليين المخلصين والاستعانة بأبناء الهلال الغيورين الذين سبقوا وعملوا في إدارات سابقة في الهلال وواجهوا العديد من الأزمات المشابهة وتجاوزها بالشورى مع بقية الهلاليين وتخطوها بالاستماع إلى آراء الآخرين وتقبل انتقاد وملاحظات الإعلاميين (الصادقين) أو اتخاذ الخطوة الأخرى وهي الاستقالة لاسيما أن الاستقالة تعتبر شجاعة فقط تحتاج لعزيمة ورغبة صادقة لأن من العدل والإنصاف لنفسك وللمحيطين حولك انه في حال استمرار الإخفاق أن تمنح الفرصة لغيرك !..
حكام المستقبل برعاية النصر!
في أغسطس الماضي التقيت مع رئيس لجنة الحكام الأستاذ عمر المهنا في الطائرة المتجهة إلى تركيا وبعد السلام انتقل الكلام مباشرة إلى المقال الذي كنت قد كتبته قبل تلك الرحلة بأسبوع بعنوان (عمر المهنا والوساطة النصراوية) والذي تطرقت فيه إلى تصريح عمر المهنا الشهير في صحيفة الرياضية تحت مانشيت (القريني توسط للمطلق ليكون نائبي) وتحدثت من خلاله عن تدخل الأستاذ سلمان القريني في عمل لجنة الحكام وتأثيره على قراراتها وأن القريني قد تجاوز صلاحياته ومهامه كعضو في الاتحاد السعودي بشكل سافر خاصة في سعيه الحثيث خلف تعين علي المطلق (تحديداً) عضواً في لجنة الحكام بعد إعادة تشكيلها!!.. وهو ما أكده عمر المهنا لي شخصياً من حيث لا يعلم عندما حاول أن يبرئ سلمان القريني من تدخله في شئون التحكيم وينفي عنه التأثير على لجنة الحكام في تعين علي المطلق إذ يقول المهنا ان القريني اقتصر دوره على (إحضار) ملف (CV) علي المطلق للجنة الحكام وبقية القصة معروفة للجميع حيث تم بالفعل إقحام علي المطلق عنوة في لجنة الحكام (بواسطة) من عضو مجلس إدارة نادي النصر سلمان القريني الذي استغرب واستنكر تفرغه للعمل في الاتحاد السعودي واحتلاله مكتب لجنة المنتخبات بالرغم عدم تحمله أي مسئولية رسمية في لجان الاتحاد!!.. في الأسبوع الماضي أقامت لجنة الحكام دورة حكام المستقبل وفي حفل ختام الدورة تفاجأ الجميع بحضور سلمان القريني للحفل وأنه العضو الوحيد من أعضاء الاتحاد السعودي الذي حضر لتكريم حكام المستقبل والتصوير معهم وكذلك امتعض الكثير من وجود عضو لجنة الحكام (المبعد) عبدالله القحطاني وهو الشخص غير المرغوب فيه من أغلب الحكام بشهادة عمر المهنا نفسه في حديثه معي بسبب شخصية القحطاني الصدامية وتصرفاته العنجهية فضلاً عن نصراويته الظاهرة والمؤثرة على عمله في كثير من المواقف يعرف أدق تفاصيلها القريبين من التحكيم وأسراره وخفاياه !!.. عموماً هناك عدة أسئلة تفرض نفسها في الوسط الرياضي بشأن التحكيم السعودي وشئونه وازعم أنه حان وقت طرحها بكل صراحة وشفافية لأنها سوف تكشف سر العلاقة الوطيدة والقديمة بين التحكيم والنصر خاصة إذا وجد الرياضيون والمتابعون من يجيبهم على بعضها مثل لماذا المسئول عن استقبال الحكام الصغار واختيارهم للدخول لسلك التحكيم هو لاعب النصر محمد سعد بخيت ولماذا من يحاضر على حكام المستقبل هو المشجع النصراوي عبدالله القحطانيلماذا من يحضر تكريمهم والتصوير معهم هو عضو مجلس إدارة نادي النصر سلمان القريني ؟!.. باختصار لماذا وكيف أصبح حكام المستقبل برعاية نادي النصر؟!. وإلى متى والنصراويون مهيمنون على لجنة الحكام؟!.
نقاط سريعة
** أفهم وأتفهم أن بعض أعضاء شرف نادي الهلال ليس لديهم القدرة المالية كالسابق ولكن مشكلة الهلال الحالية معنوية ونفسية بالدرجة الأولى واعتقد أن أكثرهم لديه الإمكانية بالوقوف والمساندة الفكرية والمعنوية مع الهلال في هذه الظروف الصعبة!!.
** بالمناسبة أجزم أن حال الهلال لا يسر ولا يرضي رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الهلال الأمير المحب بندر بن محمد الذي وإن أعلن عن تخليه عن منصبه نهاية الموسم إلا أن ظروف النادي الصعبة تحتم عليه التدخل والطلب من أعضاء شرف نادي الهلال الاجتماع العاجل لتقديم المعونة والمشورة لإدارة النادي المتورطة لخروج الهلال من هذه الأزمة الإدارية والفنية!!.
** حتى مدرب الهلال ريجيكامب تأثر بالضغوطات وبدأ يتخبط بالتصريحات!!.