ما بين بسمةِ إسعادي وبهْجتِها
وجهٌ من الغيمِ لم يُمطِرْ ولم يَغِبِ
سفينتي سافرتْ في بحرِها مُدَداً
فلم يجد- مرفأً يرتاحُ بي- أربي
آتي على مركبِ الآمالِ مرتشفاً
كأس اللقاءِ فألقى غايةَ التَّعبِ
علام [ لنبتُها الحمراءُ] ما انطفأتْ
لكي أُلطِّفَ [بالخضراءِ] من لهَبي؟
هي السَّماءُ التي ما أمطرتْ أبداً
ومرقدي سابحٌ في طيْفِها الَّلجِبِ!
تهوى اللقاءَ الذي لم يٌمضِ رحلتَه
ويغرسُ العوقَ إقصاءً لذي العَتبِ
ما للمسافاتِ عذرٌ حين أذكرُها
و.. للمواعيدِ صدقٌ حين تلعبُ بي
عرفتُ من بيْنِها للبيْنِ منطقةً
للصدِّ والجَذْبِ والتَّعذيبِ والوَّصَب
تخافُ من نظرتي الظَّمأى إذا عبرتْ
أما لنَهَْبيَ جهْراً فهيَ لم تَهَب!
أضحى التَّجبُّرُ في مفهومِها صفةً
للحسْنِ لم تقتربْ من حسِّ منْجَذب
أنَّبتُ عقليَ كيف الجهل يهزمني؟
وكيف لم يهدني شعري ولا كتبي؟
فقال لي العقلُ والأشواقُ تسرح بي
وهاجسي عنْ هوى الغيداءِ لم يتبِ
إنْ لم تبادِلْكَ من تهفو لها شغفاً
..نوتْ سواكَ فلا تُمْض الحياةَ [غبي]
إذا حياةً نأتْ نعم الحياةُ رؤى
تنأى عن الفحْشِ في جدٍّ وفي لعبِ
أمَّا إذا صادتِ الأهواءُ من عشقتْ
سواكَ فاتركْ ولا تسألْ عن السَّبب
- منصور بن محمد دماس مذكور